لمن يحاولون إقناع من يتبعهم بأن أدوات تخريبية أو تحريضية أو مبررة لإحداث الفتن، هي وسائل يراد بها مصلحة وبناء الأوطان..لا يمكن أن تبني وطنا مثل هذه الممارسات، والتوقيت جوهري ومهم، والبون شاسع بين أيام الرخاء والشدة، هل يعي من اختلطت عليهم الأمور ويميزون ذلك..! منذ اندلاع الأحداث في تونس ومحاولة استنساخ تجربة المظاهرات ونقلها إلى دول الخليج وضرب عرض الحائط بكل قفزة تنموية نوعية وكمية حتى أصبحت دول «محسودة» يحج إليها ملايين الأجانب من كل بقاع الأرض لينعموا بما فيها، كل هذا لم يعد له قيمة بنظر «البعض» ممن يعجبهم صنع البطولات من ورق على حساب أمننا وأوطاننا، وسلاح الطائفية حتى الآن هو الوسيلة الوحيدة لتمرير الهراء المرتبط بالتمييز..وتبرير الإدلاء ببيانات تؤيد الاختراق الأمني، وتنهى عن العنف وسط بحيرة من الدماء.!! ربما تكون أحداث وول ستريت ولندن وردع السلطات للمتظاهرين نموذجا حتى يفهم من لا يريد الفهم أن هناك فرقا بين التعبير عن الرأي المختلف كتعبير، وخلق آراء محتجة ومناصرة قضايا بعينها، وبين توفر قناصة وإيغار الصدور من فوق المنابر مع التحلي بالكثير من مهارات اقتباس فعل «حمامة السلام» وكأن وسائل الإعلام الجديد لا تنقل لنا سيلا عارما من التناقضات والتكاذب واستخدام منابر يروج لها على أنها دينية، والواقع أنها أدوات وظفت لصالح تهديد أمن الوطن والمجتمع..عندما يخالف المواطن قوانين بلاده، ويشعل فتيل الفتن بالمظاهرات لابد من ردعه، ومنع ما يعرض أمن المواطنين للخطر والممتلكات للانتهاك. نحتاج مشروعات وطنية تثقيفية تروي التاريخ لشرائح المجتمع للحد من التباس الأمور، وأن نحمي مكتسباتنا التاريخية ونحدد أعداءنا وأدواتهم لنواجههم بأسلحة الفهم والإدراك والوعي بخطورتهم، بدلا من ترك رجال السياسة ورجال الأمن يواجهون ذلك وحدهم. أنادي بمشروعات تثقيفية لأن حواراتنا الجانبية على هامش المناسبات تحمل احترابا يشير إلى نسبة التباس واضحة المعالم بين الناس، نتيجة تمرير الطائفية المنتنة بزعم البحث عن الحقوق المدنية، لابد من فضح أكاذيب التمييز الطائفي التي تنطلي أحيانا على البسطاء، ومن لم يكونوا أفكارا حقيقية عن خطط التنمية التي تساوي بين المناطق في التقدم النسبي قياسا إلى مناطق أخرى، وللأسف العقلاء صوتهم خفيض، والصوت المرتفع لمن يحملون نزعة العنف والبحث عن موقع حتى ولو كان على حساب الأمن الوطني.