في حديث قدسي يقول الله عز وجل لعباده: (أنا عند ظن عبدي بي..) وفي رواية أخرى للحديث اضافة هي (فليظن بي ما يشاء). ويقول الله تعالى في سورة الفتح: (الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء). ونتبادل قولا مشهورا لم تثبت صحة نسبته للرسول صلى الله عليه وسلم وهو (تفاءلوا بالخير تجدوه) ولكن الثابت ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال: لا طيرة وخيرها الفأل فقيل: وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها احدكم. والمعني انه اذا سمع كلمة طيبة صالحة تفاءل بها خيرا والعكس صحيح، قبل قليل فتحت جهازي لألقي نظرة على ما كتبه آل تويتر في حساباتهم فوجدت سيلا جارفا من السخرية التي خلت من كل كلمة صالحة نتفاءل بها فما رأيت الا ما يشبه البكاء واللطم والعويل وشق الصدر الذي يتبارى فيه الناس بسخرية يعتقدون انها (توسع الصدور) لم يتركوا حقا ولا باطلا الا وعرضوه بذلك الاسلوب معظمهم يفعل ذلك لاستعراض قدراته في بث روح النكتة ولكنها حقيقة نكتة لا تختلف عن نقمة. إذا كانت المساوئ التي نراها في المواصلات والتعليم والصحة وغيرها ستعالج من قبلنا بهذا الاسلوب فنقول إذا لهم جميعا: (أبشر بطول سلامة يا مربع) فهذا الاسلوب الساخر يشير الى اننا كأفراد لا نختلف عن تلك العيوب التي نتحدث عنها ونزهو بجرأتنا على كشفها نقمة ضد كل شيء من صالح الأمور ومن سيئها.. ما هو السبب هو خبر إعلان زيادة في رواتب الإخوة في الاماراتالمتحدة.. فراح الناقمون المنكتون يجربون كل وسيلة ممكنة للسخرية من احوالهم مقارنة بحال المواطن الاماراتي ومن ضمن ماقيل وهو كثير جدا قول احدهم: (نحن لدينا خط البلدة وانت لا تملكونه!!) اخترت هذه العبارة للتأكيد على ان الرغبة في السخرية من اجل السخرية ذاتها هي التي تحرك معظم الساخرين وليس من اجل العلاج.. في رأيي إننا بدأنا ننحي منحى غير سوي اثناء محاولاتنا التي ندعي بأنها علاجية. هذا الاتجاه سيأخذنا الى تسطيح الامور والى المساواة بين الحق والباطل والاسوأ انه يأخذنا الى حد الكفر بالنعم وظن السوء والطيرة التي تجلب لنا في النهاية ما ننكره من سلبيات. إن العلوم التي يتحدث بها العالم الآن عن الجذب والطاقة كلها تبدأ من قاعدة حسن الظن بالله والفأل الحسن وما نفعله اليوم هو تثبيت لكل المساوئ التي نريد تحسينها ولا نريد ان نضحك عليها فقط.. إذا كانت المساوئ التي نراها في المواصلات والتعليم والصحة وغيرها ستعالج من قبلنا بهذا الاسلوب فنقول اذا لهم جميعا: (ابشر بطول سلامة يا مربع) فهذا الاسلوب الساخر يشير الى اننا كأفراد لا نختلف عن تلك العيوب التي نتحدث عنها ونزهو بجرأتنا على كشفها وكأننا طفل مخدوع بقدراته يقف ليتحدى سيارة مسرعة قد تقضي عليه في ثانية واحدة، إن كنا نريد العلاج فهذا لا يبرر ان نشوه كل جميل ممكن متحقق لنا وان كنا نريد العلاج فلنبدأ بأنفسنا وأفعالنا... لا إبداء نواجزنا ضحكا.