لا يزال موضوع الانتخابات يطرح كلما جاءت مناسبة تذكّر بهذا الموضوع، ونحن على أبواب انتخابات مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي، تقفز إلى الأذهان أسئلة كثيرة تصبُّ في خانة الخوف على النادي، واحتمال اختطافه من قبل فئة لا تعمل لمصلحة الثقافة والمثقفين بقدر ما تعمل لمصلحتها الخاصة، ووقوعه في يد رئيس لا همَّ له سوى تلميع نفسه، والبحث عن الدعاية الإعلامية، وحتى لا يذهب الظن بالقارئ بعيداً، أريد تأكيد أنني لم أرشّح نفسي لمجلس إدارة النادي القادمة، والمنطقة بها من الكفاءات ما هي جديرة أي هذه الكفاءات بأداء العمل في النادي على أفضل ما يكون الأداء، إذا أحسن المنتخبون اختيار أعضاء المجلس الجديد، ومع ذلك فإن التخوّف وارد من أن يصل إلى مجلس الإدارة أعضاء غير قادرين على الأداء الثقافي المطلوب، وغير قادرين على ممارسة دورهم فيما يتعلق بقرارات النادي، مع أن نجاح الإدارة مرهون بالثقافة الإدارية كما هو مرهون بالثقافة الأدبية، وما مرّ به النادي من تجارب سابقة يثبت ذلك. خلال ثلاث دورات لإدارات النادي كانت هناك إيجابيات وسلبيات يعرفها المتابعون لأنشطة النادي، لكن المجلس القادم هو الأول الذي ستؤهله أصوات أعضاء الجمعية العمومية لهذه المهمة، وبالتالي ستكون مهمته أصعب، لأن ثمة جهة تحاسبه وهي الجمعية العمومية، ومع الأسف فإن بعض رؤساء الأندية الأدبية في السابق قد حوَّلوا أنديتهم إلى إقطاعيات خاصة، وهمّشوا كل من حولهم، عن طريق التفرّد بالقرار، وعدم الرجوع لمجلس الإدارة في الأمور التي يفترض أن يكون لأعضاء المجلس كلمة حولها، مما أدى إلى ضعف الإنتاج من ناحية، وإلى انصراف المثقفين عن النادي من ناحية أخرى، مع أن مجلس الإدارة وجد ليكون عوناً لرئيس النادي، وشريكاً رسمياً في كل قراراته، وهذا ما لا نراه في بعض الأندية الأدبية، في المرحلة التي سبقت ممارسة حق الانتخاب بعد تكوين الجمعيات العمومية للأندية. لا مبرر لأن يكون العضو إمعة في مجلس منتخب، ليسلم بما يقال دون مناقشة واقتناع، وتحديد موقف واضح حيال كل ما يجري في النادي، فله كما لغيره حق ممارسة عضويته دون تردد، وفي ظل المجالس المنتخبة، لا مبرر أيضاً للانسحاب من المجلس بحجة عدم الانسجام مع سياسة النادي؛ لأن هذه السياسة هو شريك في صنعها وليس من حق أحد أن يتفرّد في تحديد مسارها. والتخوّف من نتيجة الانتخابات في نادي الشرقية أو غيره، هو تخوّف مشروع، لكن ما دمنا قد اخترنا الانتخابات فعلينا أن نتقبّل نتائجها، مهما كانت هذه النتائج، وبعد ذلك يمكن الحُكم على العمل وما قد يفرزه من مستوى في الأداء، وهذا يعني أهمية ممارسة أعضاء مجلس الإداره لدورهم في قرارات النادي، بحيث لا يتفرد أحد بالقرار، ومهما كان القرار الفردي مصيباً، فإن القرار الجماعي سيكون أكثر صواباً، وطغيان شخصية الرئيس لا يعني نجاح هذه الشخصية، بل يعني ضعف شخصيات زملائه في المجلس، الذين يفترض أن يُسهموا في أي قرار ثقافي أو إداري أو مالي يتخذه النادي، وأعضاء مجلس الإدارة لا فرق بينهم في اتخاذ القرار، فلكل واحد منهم صوت واحد يستخدمه في الاتجاه الصحيح، ولا مبرر لأن يكون العضو إمعة في مجلس منتخب، ليسلم بما يقال دون مناقشة واقتناع، وتحديد موقف واضح حيال كل ما يجري في النادي، فله كما لغيره حق ممارسة عضويته دون تردد، وفي ظل المجالس المنتخبة، لا مبرر أيضاً للانسحاب من المجلس بحجة عدم الانسجام مع سياسة النادي؛ لأن هذه السياسة هو شريك في صنعها وليس من حق أحد أن يتفرّد في تحديد مسارها، سواء كان رئيساً، أو إدارياً أو غير ذلك، فجميع اعضاء مجلس الإدارة في النادي الأدبي لهم حق المشاركة في اتخاذ القرار حسب ما تنص عليه لوائح العمل في الأندية الأدبية، أما إذا أراد الرئيس أو غيره اختراع نظام يخدم مصالحه، فإن على أعضاء مجلس الإدارة وقفه عند حده، ومحاسبته، حتى وإن اضطرهم الأمر لتغييره، كما أن هذا إجراء ضمنه لهم النظام، فهم الذين اختاروه، وهم الذين يستطيعون تغييره. ولا شك في أن وجود المرأة في مجالس الإدارة سيمنح هذه المجالس أهمية مضافة بعد أن ظلت مغيّبة عن هذه المجالس، مما يعني ضمان عدم تجاهل الأنشطة الثقافية النسائية في المستقبل، وقد كانت بعض الأندية تضيق بها ذرعاً رغم الدور الكبير الذي تسهم به المرأة في الحِراك الثقافي بمختلف ألوانه وشتى مجالاته، بعد أن تجاوزت الحدود الإقليمية إبداعاً ومشاركة في الفعاليات الثقافية العربية والعالمية، وقد آن لأنديتنا الأدبية أن تستفيد من نشاطها الثقافي الرصين. فهل سيكون مجلس إدارة نادينا القادم في مستوى التحدّي، لينقل النادي نقلة ملفتة تحرّك المياه الراكدة في نهر الثقافة العظيم؟. هذا ما يرجوه الجميع دون شك.