جاء تكليف الأستاذ عبدالله الكناني بإدارة الأندية الأدبية خلفًا للأستاذ عبدالله الأفندي في وقت تشهد فيه كافة الأندية الأدبية نقلة نوعية كبيرة، أولها إقرار مبدأ الانتخابات بديلًا للتعيين في مجالس الإدارة، والدعم الكبير الذي تلقته الأندية من قبل خادم الحرمين الشريفين، ودخول المرأة إلى مجالس الإدارة، والدعوة إلى توسيع مظلة الفعل الثقافي بتفعيل دور المراكز الثقافية وإعطائها مزيدًا من الحرية في إقامة أنشطتها وغيرها من النقلات الأخرى.. «الأربعاء» التقى مديرعام الادارة العامة للأندية الأدبية الجديد عبدالله الكناني حول كل هذه القضايا وغيرها مما يتصل بالأندية الأدبية في الفترة الراهنة والمستقبلية في سياق هذا الحوار.. ثقة كبيرة * تم تكليفك بإدارة الأندية الأدبية في المملكة.. فكيف تنظرون إلى هذه الثقة من معالي الوزير ووكيل الوزارة للشؤون الثقافية؟ إن هذه الثقة الغالية من معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام تمثل تاجًا على رأسي، ويلزمني حيالها أن أقدم أجزل الشكر والتقدير على ما أولاني إياه من ثقة لتحمّل هذه المسؤولية الكبيرة، والشكر أيضًا موصول لسعادة الدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية، فمن واقع نظرتهم التي اختارتني من بين الجميع لإدارة الأندية الأدبية في هذه المرحلة التي تشهد كثيرًا من التغيرات فيها، يعمّق عندي الإحساس ويؤكد لدي اليقين بأنها ثقة تكليف وليست منحة تشريف، وبهذا المفهوم يتعاظم عندي الإحساس بالمسؤولية، بما يحفّزني لبذل كل ما في وسعي ردًّا لدين الوطن الغالي عليَّ أولًا، وإيفاء لحق هذه الثقة التي أولاني إياها معالي الوزير وسعادة الوكيل ثانيًا.. وممّا يساعدني في هذا الأمر الجسيم أني لست بغريب على وزارة الثقافة والإعلام وبخاصة ما يتصل بشؤون الأندية الأدبية، فقد كنت أشغل منصب مساعد مدير عام الأندية الأدبية في الفترة السابقة عندما كان الأخ الزميل عبدالله الأفندي مديرًا عامًا للأندية الأدبية، والحق أقول أني استفدت كثيرًا من الأخ الصديق الأفندي، فقد كان واسع الخبرة في هذا المجال، ولا شك أن هذه التجربة والخبرة التي اكتسبتها في تلك الفترة ستظهر بوضوح في الفترة المقبلة، في ظل المتغيرات التي تطول الأندية الأدبية جميعًا بما يستوجب نوعًا من التعامل يتناسب وطبيعة الفترة المقبلة.. أعود مجددًّا شكري لمعالي الوزير ووكيل الوزارة على هذه الثقة آملًا أن أكون عند حسن ظنهما. اهتمامات أساسية * وماذا في أجندتك من خطط للأندية الأدبية في هذه المرحلة الانتقالية؟ إن اهتمامنا الأساسي في هذه الفترة ينصب نحو استقرار الأندية الأدبية باختيار مجالس إدارتها عبر عملية الانتخاب المباشر، فقد ظلت هذه النقطة تمثل محور شد وجذب في السنوات الماضية، ولم يكن التعيين محل اتفاق من قبل قطاع مقدّر من المثقفين، ولعل في إقرار مبدأ الاقتراع، وبسط سلطة الاختيار بالانتخاب مما يحقق الاستقرار المطلوب وفقًا لما تنتج عنه عملية العد والفرز في صناديق الانتخاب أو بالطريقة الإلكترونية، وعلى هذا ستكون أولى خطواتنا أن يسود هذا النهج ويصبح معمولًا به في كافة الأندية الأدبية، علاوة على أن هذا النهج سيرسم لنا صورة عن الجمعيات العمومية لهذه الأندية الأدبية، إن لم تكن دقيقة كل الدقة فإنها ستكون أقرب للدقة بشكل كبير.. الأمر الآخر الذي سنعمل على إنجازه هو متابعة أمر صرف الدعم الكبير الذي تلقته الأندية الأدبية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، فأغلب الأندية الأدبية وضع برامج محددة لصرف هذا المبلغ، ولعل أبرزها ماثل في تشييد مقار دائمة لهذه الأندية، حتى تتخلص وبشكل نهائي من مشكلة الإيجار التي ظلت تؤرقنا وتؤرق الأندية معنا طوال الفترة الماضية، ومع الاستقرار المتمثل في اختيار المجلس وبناء المقار تجئ خطوتنا الثالثة بإنفاذ خطة الوزارة في تفعيل المراكز الثقافية لتكون منارات اشعاع بجانب الأندية الأدبية بحيث تصبح الثقافة شأنًا عامًا ينتشر في ربوع الوطن كافة، وليس مركزيًا محصورًا في نقاط بعينها.. وعمومًا هناك الكثير من الجوانب التي تزمع الوزارة تنفيذها وهي مدرجه على قائمة اهتماماتها وتسعى إلى إنزالها إلى أرض الواقع، وستشهدون أنتم رجال الصحافة ذلك قريبًا إن شاء الله. خطة مدروسة * تم إحداث نقلة في الأندية الأدبية.. فما مدى النجاح الذي حققته هذه الخطة؟ دعنا أولًا نتفق على أن تقييم أي نقلة تحدث في مجال من المجالات يتطلب مدًى زمنيًا معقولًا حتى يكون التقييم منطقيًا وحقيقيًّا، وعلى هذا في إن النقلة التي حدثت في الأندية الأدبية أرى أن من المبكّر إعطاء رأي سليم وحقيقي حولها لقصر الفترة الزمنية أولًا، ولأنها لم تكتمل بعد في كافة الأندية، وإلى حين ذلك الوقت، يمكننا أن نشير لمحًا إلى أنها كانت نقلة مدروسة، ومخططًا لها، ولم تكن خبط عشواء، ولهذا فإن المؤمل فيها أن تثمر نجاحات كثيرة. شأن داخلي * هناك بعض أعضاء مجالس الأندية الأدبية بالمملكة غائبين عن نشاطات وفعاليات الأندية فكيف يتم التعامل معهم؟ من الصعب أن نحوّل وكالة الشؤون الثقافية في الوزارة إلى حارس في بوابة الأندية الأدبية لتحصي عدد أعضاء مجلس الإدارة الذين يحضرون الفعاليات أو يغيبون عنها، فهذا شأن داخلي على مجلس الإدارة أن يضبطه بالشكل الذي يسهم في دعم نشاط ثقافي راقٍ ويجد التفاعل من جمهور الحاضرين، أما المسائل المتعلقة بأعضاء مجلس الإدارة فهذه نتركها لمجلس إدارة النادي في إقرار ما يحقق التوافق والانسجام بين أعضائه، فإننا نريد نشاطًا مميزًا ومجلسًا مستقرًا، وعملًا مشهودًا. دعم متواصل * هل هناك قصور من الوزارة في دعم الأندية الأدبية؟ الوزارة لم تألُ جهدًا في دعم الأندية الأدبية بكل صور الدعم وفقًا لمواردها المتاحة لها، ويكفي الوزارة فخرًا أنها كانت السباقة دومًا إلى إقرار وتنفيذ كل مقترحات المثقفين والأدباء، واضعة في اعتبارها أن تجعل الثقافة إدارة وإنتاجًا بيد المثقفين أنفسهم وتكتفي فقط بالدعم والتنسيق والتعاون والرعاية لكل الأنشطة المتميزة. اهتمام القيادة * وكيف ترى دعم واهتمام خادم الحرمين الشريفين بالشأن الثقافي وقد حظيت الأندية بدعم سخي بلغ عشرة ملايين ريال؟ لا شك أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – قد أولى الثقافة اهتمامًا كبيرًا جدًّا، وهذا الاهتمام ينسجم تمامًا مع نهج قيادتنا الرشيدة في الأخذ بكل أسباب التطور والتقدم التي انتظمت كافة المجالات في حياتنا.. ولعل في الدعم السخي الكبير الذي قدمه المليك لهذه الأندية الأدبية ما يكشف جانبًا واحدًا من جوانبه الكثيرة في دعم الثقافة والمثقفين، فهذا الدعم خلّص هذه الأندية من متاعب كثيرة كانت تعترض سبيل إنفاذ برامجها، وتقف أمام تطلعاتها.. ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نزجي الشكر أجزله لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله- على هذا الدعم المقدر، واعدين أننا وبالتعاون والتكامل التام مع رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية سنكون عند حسن ظنه بتقديم ما يماثل هذا العطاء السخي عبر عمل ثقافي يرفع هامة الوطن في المحافل كلها، ويعلي اسمه بين كافة الدول. آلية منضبطة * تطبع الأندية الأدبية الكتب والإصدارات وهناك من يرى أن ذلك يخضع للواسطة والمحسوبية فهل هناك آلية تعتمد عليها الأندية في ذلك؟ لكل نادٍ من أنديتنا الأدبية آليته المحددة في مسألة طباعة الكتب والإصدارات، وليس من بين فقرات هذه الآليات فقرة للمحسوبية أو الواسطة، فالواقع يشير إلى أن إصدارات الأندية الأدبية تأتي متنوعة وشاملة لكل فروع الأدب والفكر، ومن الصعب على الأندية أن تطبع لكافة من يتقدم لها بمخطوطة من مؤلفه، وأعلم أن بعض الأندية قد خصصت لها لجان محددة لعملية النشر من ذوي الاختصاص، بحثًا منها عن الأجود والأصلح للنشر، وهذا ما يبعد عنه تهمة المحسوبية والواسطة.. وبهذه الآليات المحكمة ليس هناك مجال حتى للافتراض أن هذا الأمر قد حدث، أرى أن الأمر بهذه الصورة فيه تجنٍ على الأندية ورمي لها بتهمة من غير تثبت، وسنذهب بعيدًا مع من يتهم الأندية بهذه الجريرة أن يقدّم لنا ما يثبت ذلك دون لبس، وسيجد من الوزارة الإنصاف والحسم السريع. انتفاء الشكوى * وماذا ينقص الأندية الأدبية؟ مناقص الأندية الأدبية في السابق كانت كثيرة، يجمعها كلها الشكوى من نقص الميزانية، وبعد الدعم الذي تلقته هذه الأندية فقد انتفت كل أسباب الشكوى الآن، ولم يعد هناك ما ينقص الأندية الأدبية، وكل المطلوب منها أن تعمل على تنفيذ ما وضعته من برامج بصورة منضبطة تحقيقًا لأهداف الأندية الأدبية الموضوعة في اللائحة الاساسية للأندية الأدبية، والتي هي من المثقفين وإليهم. مزيد من الديمقراطية * وكيف ترى تفعيل انتخابات الأندية الأدبية وما مدى النجاح الذي حققته في أدبي مكة والجوف وحائل؟ كما أسلفت القول فإن إقرار مبدأ الانتخاب كان هاجسًا كبيرًا في أروقة الوزارة، فقد كان المسؤولون وعلى رأسهم معالي الوزير الأديب المثقف يعملون على نقل إدارة الثقافة إلى المثقفين أنفسهم دون أن يكون للوزارة دور غير التنسيق والدعم والرعاية لمناشطها الثقافية وبرامجها واعمالها الدورية، وكنا طوال هذه الفترة التي أقر فيها مبدأ الانتخاب نرصد ردود الأفعال الإيجابية والسلبية، فقد كان هناك بعض التخوّف من مبدأ الانتخابات بحجة أنه قد يكرّس الشللية والتحشيد والتجميع، وما إلى ذلك من المثالب التي تلقتها ورصدتها الوزارة، ورغم ذلك كانت قناعة الوزارة أن كل هذه المخاوف ليس بهذه الصورة المخيفة التي يرسمها البعض، كما كنّا على قناعة بأن العملية الانتخابية لن تخلو من بعض المظاهر السلبية المشار إليها، ولن يكون من المقدور التغلّب عليها إلا بمزيد من الثقة والشفافية والحرية، وتمكين المثقفين من اختيار من يديرون مؤسساتهم بحرية كاملة، كان هذا مبدؤنا الأساسي، والحمد لله فقد أظهرت تجربة الانتخابات في الأندية التي تمت فيها العملية إلى الآن قدرًا كبيرًا من النجاح، بما يؤكد بعد نظر الوزارة، ولا شك أننا سنتلافى المظاهر السلبية في التجارب المقبلة. مستقبل مفتوح أمام المرأة * بعد السماح للمرأة في المشاركة في عضوية مجالس الأندية الأدبية ماذا تأملون منهن؟ تمثّل المرأة عنصرًا مهمًا وأساسيًا في العملية الثقافية، وقد سعدنا كثيرًا بدخولها إلى مجالس الأندية الأدبية وفاء للائحة التي لم تفرق بين الرجل والمرأة ومن هنا جاء تمكينها من ذلك وفق ما هو منصوص عليه في لائحة الأندية الأدبية.. وهذا النجاح الذي حققته المرأة في الانتخاب يلقي عليها بتبعة كبيرة، فلم تعد مهمشة، ولم تعد محدودة باللجان الثقافية كما كانت الشكوى سابقًا، فها هي اليوم في خضم مجلس الإدارة، فعليها أن ترينا من الجهد ما يوافق الثقة فيها، وأن تعمل مع أشقائها الرجال دون صراع الذكورية والأنثوية الذي طغى على الساحة مؤخرًا، فإن مثل هذا الصراع يؤخر الساحة الثقافية ولا يقدمها، فليعملا معًا بتآزر وتكاتف خدمة للثقافة بعيدًا عن هذا التجاذب الحاد. تقييم مستمر * وهل هناك تقييم لما تقدمه الأندية الأدبية؟ بلا شك؛ فوزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية في تقييم دائم لنشاط هذه الأندية الأدبية، وتقييم لما تقدمه، لأن ذلك من صميم واجبنا تجاه الأندية وتجاه الثقافة نفسها. جذب الشباب * ولماذا غاب الشباب والجيل الجديد عن فعاليات الأندية، وهل نشاطات الأندية لا تهتم بهذه الشريحة؟ من الواضح أن انفتاح النوافذ العديدة في واقعنا الحالي قد منح الشباب فرصًا متعددة للاختيار، وبحكم أعمارهم فالشباب يتطلع إلى النوافذ التي تتيح له من البرامج ما يتوافق وعمره، وفي الغالب الأعم تكون ترفيهية وخفيفة فيها المفيد وغير المفيد.. والبرامج المقدمة في الأندية الأدبية تقدم لقطاع عريض من الجمهور، قد تهم بعض الشباب، وقد ينصرف عنها، وهذا ملاحظ.. وعمومًا يمكننا أن نقول في شيء من التحفّظ إن برامج الأندية الأدبية تفتقر إلى عنصر الجذب الذي يشد الشباب إليها، لا نريد بذلك أن تتحوّل الأندية إلى مراكز ترفيهية، ومحطات للتسلية كيفما اتفق؛ ولكننا ندعوها إلى تحقيق التوازن بإنفاذ برامج لها خاصية الفائدة المقرونة مع أسلوب جاذب للشباب. مشاكل سابقة * وما هي الأسباب وراء الخلافات بين أعضاء مجالس الإدارة بالأندية الأدبية؟ أغلب الخلافات التي شهدتها بعض مجالس إدارات الأندية الأدبية في السابق مردها إلى غياب عنصر التوافق بين أعضائها، ويرجع عدم التوافق إلى اختلاف وجهات النظر، وتباين أوجه وروافد الثقافة بين أفراد المجلس، إذ كان مبدأ التعيين يقوم على فرضيات محددة، يتم من خلالها اختيار العناصر المأمول منها أن تقدم محصولًا جيدًا في مجلس الإدارة، ولكن ذاك قد حدث.. أما في التجربة الجديدة، فالمثقفون هم المسؤولون عن اختيار مجلسهم بالانتخاب الحر، ولن يكون في مقدور أي أحد أن يتذمر من ذلك، فحرية الاختيار قد أتيحت للجميع، وعلى الجميع أن يقبلوا بما تم من اختيار والقرار كما هو لعضو الجمعية في تكوين مجلس الإدارة، أيضًا القرار هو للأغلبية في مجلس الإدارة لاتخاذ التوصيات وإصدار القرارات لتصبح من بعد توصيات وقرارات للجميع. لا تدخل * لماذا لا يتم استبدال أعضاء مجالس الأندية غير الفاعلين بأسماء أخرى؟ كما أسلفت سابقًا؛ لن نتدخل مطلقًا في اختيار أعضاء المجلس، فهذا شأن الجمعية العمومية، متى ما رأت أن أحد الأعضاء غير فاعل أو غير منسجم مع بقية الأعضاء فإن الحرية أمامها في اقتراح من تراه مناسبًا، ليتم الترشيح الحر عبر الأسماء المطروحة واختيار صاحب الأصوات الأعلى بديلًا لمن يتم الاستغناء عنه لأي سبب من الأسباب المقبولة والمعقولة، وسنكتفي فقط بالرقابة على ذلك. حرية منضبطة * هناك مضايقات لنشاطات بعض الأندية من قبل متشددين فكيف يتم التعامل مع هذه الحالات؟ من مبادئ وزارة الثقافة والإعلام أن تتيح الفرصة كاملة أمام الجميع للتعبير عن آرائهم وأفكارهم وفق الثوابت والمرعيات المنصوص عليها في أنظمة بلادنا -حفظها الله-، ولا نعمل مطلقًا لتكميم الأفواه أو تغليب فكر على آخر.. وتبعًا لهذا المبدأ فإن أي يتجاوز يتم من أي طرف من الأطراف فإننا نحيله إلى الأنظمة المعمول بها لتقول كلمتها فيه، ولا نزيد على ذلك. ملتقيات فاعلة * كثرة الملتقيات الثقافية التي تقيمها الأندية الأدبية فهل هناك آلية لإقامة هذه الفعاليات أم مجرد اجتهادات؟ إن إقامة الملتقيات الثقافية أو أي نشاط آخر من صميم عمل الأندية الأدبية، ولا شأن لوزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية في تحديد موضوعات هذه الملتقيات، وبالتالي ينتفي أي شأن لها بما يتعلّق بهذه الملتقيات من حيث الأوراق المقدمة والدعوات المقدمة للمشاركين فيها، وابتعاد الوزارة عن هذا الشأن يرجع إلى قناعتها بترك أمر البرامج الثقافية لمجالس إدارات الأندية أنفسها، وهو مبدأ منسجم مع خط الحرية الذي تتعامل به الوزارة مع الأندية والمثقفين.. ومن زاوية التنسيق والمتابعة لنشاط الأندية الأدبية نلمس اهتمامنا ملحوظًا بهذه الملتقيات، ونقدر لها ما تحدثه من حراك، آملين من الإخوة في إدارات الأندية أن تولي الملاحظات التي يبديها بعض المثقفين والمتعلقة بهذه الملتقيات عنايتهم بحثًا عن أقصى احتمالات الإجادة في المواسم المقبلة.