إلى أين تريد أن تصل إيران من خلال محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير؟!. الشر الذي تمارسه إيران لم يعد خافيا على أحد، ووهم القوة الذي تحاول تصديره للعالم أكذوبة مكشوفة لا تنطلي على قارئ بسيط وغير متعمق للسياسة الدولية وموازين القوى العسكرية في الشرق الأوسط أو في العالم. إيران لا تجيد غير دعم الإرهاب بأسلوب العصابات والمافيا والاغتيالات ودعم الأحزاب المناوئة للحكومات العربية من خلال تمويلها ماليا أو بتهريب الأسلحة عبر وسطاء باعوا أوطانهم وخانوا ترابها بعرض من الدنيا قليل، فالشرفاء لا يمكن أن يدعموا إيران ولا يمكن أن يتواطؤوا معها لتنفيذ أعمال القرصنة والإرهاب والقتل. أضحوكة إيران في دعمها ووقوفها إلى جانب الشيعة العرب باتت مكشوفة أيضا، ولا يمكن أن يصدق بها عاقل، ولا تمرر إلا على فئة قليلة من الموتورين المتطرفين المؤدلجين لصالح قضية خاسرة لا يعون حجم اللعبة السياسية التي تزج بهم إيران فيها كأدوات يخدمون أجندتها التوسعية فقط ولا يهمها إن كانوا حطبا تلتهم نيران مخططها الشيطاني، فإيران لم تكن يوما معنية بمناصرة حقوق الشيعة العرب ولا تحمل لهم ذرة حب واحدة؛ لأن إيران تحمل في تاريخها الأسود حقدا على كل ما هو عربي وكل ما هو مسلم لأسباب تاريخية تعود ل 559 سنة قبل الميلاد، ويعلمها الجميع. إيران التي دعم مرجعياتها وقادتها شباب ثورة تونس وشباب ثورة مصر، وتبدلت قناعاتها 180 درجة في ما يتعلق بثورة شباب سورية الذين تسفك دماؤهم على قارعة الطريق، ورأتهم إيران من وجهة نظر مرجعياتها وقادتها مجرمين في حق النظام السوري، وظهر لها وجه آخر في ما يتعلق بالبحرين واليمن!. إن ما تمارسه إيران اليوم جريمة منظمة وإرهاب دولي وانتهاك سافر للأعراف والأخلاقيات الدولية، يعيد للذاكرة ممارسات واغتيالات الثمانينيات الذي عفا عليه الزمن وتجاوزه التفكير الجمعي في العالم أجمع، وتدخلها السافر في الشأن الداخلي لدول الخليج تحديدا، وتعنتها المتطرف أمام القرارات الدولية المطالبة بالكشف عن برنامجها النووي، والقمع الدموي والتصفيات العرقية لعرب الأهواز بمن فيهم الشيعة، كل هذه الأحداث تكشف حقيقة الوجه الإيراني القبيح الذي يتشدق بحمايته للشيعة العرب في البحرين والعراق ولبنان والحوثيين في اليمن وغيرهم من العرب الشيعة. فإيران همها الوحيد هو إعادة امبراطورية فارس، ولا يهم إن كان الطريق إلى ذلك يمر على صدور وجماجم كل امرأة ورجل وشيخ وطفل من الشيعة العرب وإن كان قلوب بعضهم معلقة بإيران. إيران تبحث عن مجد قديم يأبى كبرها وصلفها قبول فكرة أن مجموعة من الأعراب البدو رعاة الشاة استطاعوا في يوم من الأيام أن يمحوا امبراطورية فارس من على خريطة العالم، ولا يهمهم إن كان من محاها هو جيش نبي مرسل من عند الله، ولا يهم إن كان ذلك لصالح توسع نفوذ الدولة الإسلامية التي ستنشر دين الله الحق على أرضها، ولا يهم إن كان الإسلام هو البديل للصفوية المجوسية وللكفر؛ إنما المهم أن تعود امبراطورية فارس، وأن يستعبد الفرس العرب ويردوا لهم الصاع صاعين، وما أخذ قديما بالدعوة إلى الله سيسترجع بالسلاح النووي والصواريخ العابرة للقارات، وهذا وهم كبير تعيشه إيران ولن يتحقق لها منه شيء بإذن الله، فإيران قد تحاول اغتيال مسؤول أو تدعم حزبا أو تثير بلبلة بتصريحات متشنجة ولكن ليس أبعد من ذلك، فقد انتهى زمن احتلال الدول وتغيير خريطة العالم، ذلك الزمن ذهب إلى غير رجعة.