مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ طالب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أكثر من مناسبة بتقديم حسن الظن واللين في تعاملهم مع الجمهور. قبل أيام، حدث عكس ذلك فعلا، إذ تعرضت مواطنة في المدينةالمنورة للمضايقة من قبل بعض "المتعاونين" من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحتى وصلت السيارة الرسمية انتهى كل شيء، وحين اكتشف أعضاء الهيئة أنهم أخطأوا وأساؤوا الظن قاموا بإهدائها مجموعة هدايا من بينها (نعناع). موقف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير المدينةالمنورة انتصر للمرأة، وتمت إحالة ملفها لهيئة الرقابة والتحقيق. في جميع القضايا التي تكون الهيئة طرفا فيها، ويكون فيها ضرر على المواطن، يكون المتعاونون جزءا أساسيا فيها. لكنهم يختفون تماماً ولا أحد يعرفهم. هل لديهم طاقات خارقة مثلاً؟ يعتدون ويمزقون عباءة مواطنة ثم يختفون؟ في حادثة المدينة لا نريد التحقيق مع أعضاء الهيئة، نريد القبض على المتعاونين الذين ضللوا أعضاء الهيئة ومحاسبتهم. الفتاة حديثة التخرج، وكانت برفقة خالها، وتم الاعتداء عليها في المدينةالمنورة، والبلاغ جاء من ينبع. بالتأكيد أنها مرت من نقاط تفتيش أمنية، لكن فجأة تجد نفسها محاصرة بمجموعة "النعناع"! "كرامتها من كرامتنا" هكذا تفاعل أمير المدينةالمنورة، وفي المقابل، الخفافيش الإلكترونية تجاوزت في نقدها للفتاة والسبب التعاطف اللامحدود مع رجال الهيئة، أيا كان خطأ بعضهم. نظام ساهر تم انتقاده، تم انتقاد أمين عسير، تم انتقاد أداء وزارة الصحة، وكثير من القطاعات. الجميع يتفاعل معها وفي الغالب الجميع متفق. إلا أنه حين تم انتقاد بعض أعضاء الهيئة في حادثة النعناع الكل ثار وغضب. كل ما سبق أجهزة حكومية باسثتناء أمين عسير، فهو جزء من جهة حكومية ويعمل بها. لا أحد فوق النقد، كل ما أطالب به ويطالب به غيري هو محاسبة المتعاونين، وتوحيد زي رسمي للهيئة، وسن قوانين محددة تعمل وفقها الهيئة. وصباحكم نعناع!