أدانت هيئة الرقابة والتحقيق في المدينةالمنورة أمس بعد تحقيقات استمرت لمدة شهرين، أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المدينةالمنورة المشاركين في الاعتداء على المواطنة . وتوصلت الهيئة إلى أن ما قاموا به هو (استخدام سيئ للسلطة) وعلى المواطنة المطالبة بحقها الخاص في الجهات المختصة. وبحسب مصادر قريبة من التحقيق فإن نتيجة التحقيق أثبتت إدانتهم، وتم تحويل قضيتهم إلى المحكمة الإدارية، فيما تم إشعار إمارة المنطقة بما توصل إليه التحقيق. وكانت اللجنة التي شكلت من قبل الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي حققت في القضية بعد نشرها في «عكاظ»، قد توصلت إلى كف يد الأعضاء عن العمل وتحويلهم للتحقيق، وحسمت شهادة سائق الوانيت الذي كانت الضحية وخالها يستقلانه الأمر لصالح معنفة الهيئة. وكانت المرأة التي وصلت للمدينة المنورة برفقة خالها من مدينة ينبع بقصد استخراج تصريح عمل من الهيئة الطبية في المدينةالمنورة، قد تعرض لها سبعة من رجال الهيئة، خمسة منهم في سيارتين إحداهما خاصة والأخرى رسمية بدعوى أن عليها قضية اختلاء اتضح لاحقا عدم صحتها بعد ما اكتشف أن الذي برفقتها لم يكن سوى خالها، الأمر الذي جعل أعضاء الهيئة يعتذرون ويقدمون لها كيسي نعناع وحبق بقيمة 500 ريال، وأسكناها وخالها في أحد الفنادق خوفا من استفحال المشكلة، إلا أن المرأة تقدمت بشكوى إلى أمير المدينةالمنورة الذي استهجن فعل أعضاء الهيئة، ووجه جهات الاختصاص بالنظر في القضية. وأوضحت المواطنة م ن الشمري في حينه أن سموه استقبلها في ديوان الإمارة، واستمع لقصتها بالكامل، بحس إنساني أبوي، وقال لها «كرامتكِ من كرامتنا ولا يرضينا ما تعرضتِ له». وقالت الفتاه لصحيفة عكاظ : «بعد وصولنا إلى المدينةالمنورة، عن طريق النقل الجماعي برفقة خالي بهدف استخراج رخصة طبية لمزاولة مهنة الطب، استقللنا سيارة أجرة، وطلبنا من سائقها إيصالنا إلى مقر هيئة التخصصات الطبية، ولعدم معرفة السائق بموقعها اضطر للدخول في عدد من الأحياء، لنفاجأ بسيارتين تقطعان الطريق علينا، وخرج منها خمسة أشخاص، وحضر آخر لمساعدتهم، وهجموا علينا داخل السيارة، وبادرت بالصراخ ظنا مني أنهم لصوص، واعتدى عليَّ أحدهم بالضرب وهددني، ونزع حجابي، ووضع يده على فمي، وتعاونوا على إنزالنا من السيارة بالقوة، وما هي إلا ثوان حتى حضرت سيارة من نوع (جيمس) عليها شعار الهيئة، وأشار لهم أحدهم بيده بوقف الاعتداء بعد أن مزقوا عباءتي ونقابي، وقطعوا شنطتي». وزادت، «تقدم أحدهم نحوي وصرخ في وجهي قائلا: وين إثباتك، ومن وين جاية، وليش جاية، ومن هذا اللي معاك»، وبعد أن اطلع على أوراقي الثبوتية (كرت العائلة) وتأكد من صحة أقوالي، اتصل بأحد الأشخاص وطلب منه عمل محضر بالواقعة، ثم قال «هذه سيارة سرية حكومية ونحن رجال الهيئة، أركبي بنوصلك بالسيارة الأخرى إلى المكان الذي تريدين وسنساعدك»، فأركبوني في السيارة التابعة للهيئة أنا وخالي بالقوة، وطول الطريق كانوا يرددون «أستغفر الله، أعوذ بالله»، وكأنهم قبضوا علي متلبسة، وأخذوا يعتذرون «حنا آسفين لأنه حصل لبس في الموضوع». وواصلت «أجروا اتصالا هاتفيا مع الشؤون الصحية لمساعدتي، واستأجروا لنا غرفة في أحد الفنادق، وسيارة لإيصالنا إلى الموقع، ووضعوا مبلغ 500 ريال ونعناعا بين الهدايا التي قدموها لي، معتقدين أنني سألتزم الصمت على ما بدر منهم من ضرب وإهانة وتحقير دون أي سبب يذكر». وكانت المعنفة قد زارت فرع حقوق الإنسان والتقت رئيسة القسم النسائي شرف القرافي، حيث تم تحرير محضر بالواقعة رفع إلى المشرف العام على فرع الجمعية الدكتور محمد العوفي.