ناصر الصِرامي - الجزيرة السعودية الجدل الذى أحدثته الانتخابات البلدية في البلاد، تجاوز قيمتها وأصبح أبعد من أهميتها، حتى أصبحنا نجدها اليوم شبه مفرغة من غاياتها الرئسية، لتتحول إلى شكلية على ما يبدو وسط عزوف، أو لنقل احتجاج صامت على كيفيتها، واتجاهاتها من قبل البعض أفراد ومؤسسات المجتمع المدني التي لم تدخل لخط المراقبة كما كان متوقعاً. وجدت في عنوان صحفي تلخيصاً عن وضع الانتخابات البلدية: الانتخابات البلدية السعودية: «تمرين ديمقراطي «. أي أن لا توقعات حقيقة عن فائدتها للناس على الواقع وإنما تعود على ممارستها. وبعد تأجيل غير مبرر للمنتخبات، وكان قد سبقها الأعراض الجانبية لنتائج الانتخابات السابقة، وأداء المرشحين، تكشفت المساحات الضيقة جداً والمتاحة للعمل والمشاركة للمجالس البلدية عموماً، وللمنتخبين تحديداً، وحجم طموحاتهم ووعودهم التي تجاوزت الواقع أحياناً بمئات الكيلومترات، وفي ظل صلاحيات محددة. لقد بدأت الدورة الحالية صاخبة اعلامياً بعض الشيء، بدءاً من حرمان المرأة المواطنة من الترشح والانتخاب، وحصر دورها على الدعم للمرشح أو ولي أمرها أو قريبها، دعم معنوي وعبر الدعاء! في البيت. والمرأة ممنوعة من المشاركة في العملية الانتخابية على الاطلاق سواء ترشيحا أو اقتراعاً، إلا أن مجلس الشورى طالب بمشاركتها كناخبة فقط في الدورات المقبلة. وقد ذكر سابقاً أن هناك اتجاهات سابقة لانتخابات محدودة لمجلس الشورى، ضمن توسيع صلاحياته، وهو مايزال تحت الترقب. ثم الجدل في قوائم الترشيح وطريقة إدارة الحملات الانتخابية، والمستبعدين، إلا أننا أمام تجربة ثانية مهمة، وان كانت أقل حرارة، فقد أعلن بدء 5323 مرشحا للانتخابات البلدية حملاتهم الانتخابية للفوز ب 1623مقعدا يمثلون نصف مقاعد 258 مجلساً بلدياً، فيما النصف الآخر يتم بالتعين. والدعاية الانتخابية مستمرة قبل يوم الاقتراع الأول الثلاثاء القادم، وهي المرحلة الثالثة من الانتخابات والتي سبقتها مرحلة تقييد الناخبين وتسجيل وإعلان المرشحين. ويلاحظ أن العدد الكلي للناخبن الذين سجلوا انفسهم بلغ نحو 1.2 مليون ناخب، وهم فقط من يحق لهم الثلاثاء التوجه إلى الادلاء بأصواتهم. وهو عدد محدود جداً مقارنة بعدد السكان، ومن تنطبق عليهم شروط الانتخاب. وسنراقب الحملات التى ظل عنوانها طلب الفزعة للتصويت، ومشهدها العام خيام انتخابية للمرشحين وتنقل بين المواقع للناخبين وهكذا، وحكايات تنقلها الصحف لا تخلو من الغرابة والطرافة. ونعود للحديث عن ايقاعها مجدداً بعد رصد مابعد اجواء البرود الحالية، والاستقبال الفاتر، التى سبقت هذه الانتخابات!