سمعتُ عن واقعة حقيقية جرت إحدى قرى نجد قديما. وتقول إن اثنين اختصما إلى قاضي البلد في أمر ما . فالتفت القاضي إلى احدهما ، وقد عُرف عنه أنه يبيع الدخان بالخفاء ، ويدخّن كذلك. فالتفت إليه القاضي وقال له : أُشهد الله على كرهك لأنني سمعتُ أنك تبيع الدخان .. فقال الرجل : أبيعه واشربه ... يا شيخ .... ، لكن حنا جايينك نبي شرع الله في أمر آخر . عطنا شرع الله يا شيخ . وقيل إن الشيخ أحس بخطأ ما واجه به خصما. فهو أخرج الموضوع عن دائرة التخاصم . كذلك قرأت عن قاضٍ رفض شهادة رجل برؤية هلال العيد لأسباب حياتية رآها القاضي تجعل الشهادة ناقصة. فرد شهادته. فقال فيه شاعر : إن قاضينا لأعمى أم تراه يتعامى سرق العيد كأن العي د أموال اليتامى وقيل : - إن نصف الناس أعداء لمن ولي الأحكام، هذا إن عدل في آداب الشعوب الكثير من النوادر، الحسنة منها والسيئة عن القضاء ... والقضاة. حتى أن أدبنا العربي لا يخلو من بدايات قصص تقول مثلا : اختلف فلاّحان .. فاحتكما إلى جحا ....! علماً بأننا في الجانب الآخر من آدابنا نقر ونعترف أن جحا شخصية غبية أو مخبولة. وقرأت أخيراً كتاباً بالانجليزية، مؤلفه إنجليزي .. وقد اختار أن يضع صورة الغلاف صورة حمار يعتمر الشعر المستعار الذي يضعه القضاة الإنجليز الكبار على رؤوسهم أثناء إجراء المحاكمات التي تحتاج إلى المحلفين. أما اسم الكتاب فهو : THE LAW IS AN ASS أي : القانون جحش .....! وقد جمع فيه مؤلفه كلما يدعو إلى الضحك والسخرية. وقف محامٍ في محكمة يدافع عن موكله. فرأى أن أحسن وسيلة يلتجئ إليها ليخلص موكله هو أن ينسب إليه الجنون، فالتفت إلى القاضي وقال له : يا فضيلة القاضي إن موكلي مجنون. وإثباتاً لجنونه أصبح يتصور أن كل الناس تحاول سلبه، حتى أنا ... مع أني محاميه يبتعد عني ويخشى اقترابي منه. وهنا ابتسم القاضي وقال له : ولكن هذا لا يدل على أنه مجنون ...!!.