رقية الهويريني - الجزيرة السعودية كنت قد كتبت مقالا بعنوان (د. العريفي.. احلف!) إبان نيته غزو إسرائيل ودخول القدس فاتحا على حد تعبيره! مع تخوفه من اليهود لأنهم (خونة )! دون اعتبار لسياسة بلده وموقفها الواضح من الدولة المحتلة، وقد صدر آنذاك بيان رسمي يحذر من إطلاق مثل تلك التصريحات غير المسؤولة وتعرضه للمساءلة ! وحينها دافع عنه من دافع ورقّع كلامه من رقّع! حتى وصلتني رسائل بالإيميل تدعوني للتخفيف من اللغة الموجهة للدكتور بدعوى (حتى لا يشمت بنا الليبراليون) على حد وصف مرسلي تلك الرسائل. ولأن هذا الواعظ يميل للتقليعات وفلاشات (الأكشن) لاسيما تحريمه خلوة الفتاة بوالدها والأم بابنها فقد نقل عنه مؤخرا حديث يصف فيه بعض الصحفيين ب(الخونة) وأن بعضهم لا يساوي (بصاق) المفتي! وهو بلا شك قد تجاوز الحدود ووصل لمرحلة قلة الأدب والسماجة! ولا غرو فإن كل إناء بما فيه ينضح ! وسقطات اللسان دلالة على ما يضمره الشخص! إن كانت سقطات وليست ادعاءات يؤمن بها. ولا شك أن وصفه بعض الصحفيين بتلك الصفة قد لاقى استياء الوسط الدعوي والإعلامي كونه لا يليق بداعية، وهو ما دعاهم لمطالبته بالاعتذار، بينما قرر البعض مقاضاته قانونيا. ولست أعلم سببا لإقحام سماحة المفتي حفظه الله وتحديد بصاقه بالذات ،برغم يقيننا بأن المفتي لا يرضى مطلقا بهذا وهو الذي يعلم أن دم المسلم أشرف من الكعبة ،وليس بصاق شخص غير معصوم رفعه علمه وتواضعه، ونال ثقة الحكومة أعزها الله. وحتى لا أدافع عن الصحفيين وهم يستحقون؛ فسأورد رأي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المنيع بقوله (إن من يصف الناس بالبصاق شخص متدني التصرف) مستغربا إقحام المفتي في خلافات ومهاترات شخصية! مشيرا إلى أن الدعوة إلى الله والنقاش مع الآخر حتى ولو تم الاختلاف معه يجب أن تبنى على أدب الحوار، مستشهدا بقوله تعالى: (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وطالب الشيخ المنيع أي شخص يعتدي بالقول على الآخرين بالاعتذار وعدم التمادي في الكلام الذي لا خير فيه ! بينما أكد المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن العبيكان بأن من يكون هذا كلامه فقد وضع نفسه موضع المساءلة والمحاسبة والمحاكمة، واصفا إياه بالعاجز عن إقناع الآخرين بوجهة نظره. وهي أيضا (دليل على قلة البضاعة العلمية ،والمفترض أن يكون الحوار علميا تبين فيه وجهة النظر المؤيدة بالأدلة وبيان ضعف أدلة المخالف دون التجريح). ولا ريب بأن ما قاله العريفي يدل على العجز والتهريج والبحث عن الشهرة وضعف المنطق، والقهر بمنعه رسميا من الظهور بالقنوات والصحف المحلية التي وصفها وكتّابها بالعمالة والعفن، ودائما يكون الصياح بقدر الألم! وهو هنا قد أدان نفسه بلسانه ولن يجد دوما من يدافع عنه ويرقِّع كلامه. والإمام البصري يقول ( تحدّث حتى أعرفك). وسنكون - نحن الكتاب الصحفيون - أكثر أدبا من العريفي فلا نعمم، وأنه بقوله إنما أساء لنفسه فحسب، وليس للوسط الدعوي ! فالعلاقة بين الصحفيين والدعاة علاقة وديّة يكللها الاحترام والتقدير ولا يعكر صفوها شخص محتقن بالغيرة والحسد أجاركم الله.