الضجة التي أحدثها أحد المشايخ، باستشهاده بقصة لفتاة مبتعثة عرضت جسدها لأخيها المصاب بالإيدز، مقابل جرعة مخدرات، يجب أن تأخذ حقها من النقاش، في كل وسائل تداول الرأي الورقية والإلكترونية، وذلك لأنها أخذت طابعاً يختلف عن أي طابع آخر، مما كان يتم التعاطي معه في ساحة الوعظ والإرشاد. لقد أثار الشيخ حفيظة كل المبتعثين والمبتعثات، لأنهم تصوروا بأن الاستشهاد بهذه القصة المتخيلة، بحسن أو سوء نية، سينعكس سلبياً على سمعتهم، فبدل أن يتم تصويرهم على أنهم طلبة علم، يعانون الأمرين من الغربة وفراق الأهل وضنى الدراسة، يكون الحديث عنهم على أنهم منهمكون بالمخدرات والعلاقات الجنسية المحرمة! هل هذا هو خطأ الشيخ؟! ألم يستشهد غيره بقصص أصوات الموتى في القبور، وتحول البشر إلى بهائم، وروائح البخور المنبعثة من الجثث المتحللة، والأنوار التي تصعد من المخيمات إلى السماء؟! لماذا هو بالذات، طالما نحن معتادون على القصص المتخيلة، في المواعظ والخطب التي يكون الهدف منها إيقاظ مشاعر الناس؟! الأمر في الحالتين، يجب أن نتوقف عنده. وحين نتوقف، يجب أن نتأمل واقعنا الوعظي تأملاً نراقب فيه الآخرة، قبل أن نراقب الدنيا. يجب ألا ننجرّ، فيما نستشهد به من القصص، وراء ما قد يأخذنا بعيداً عن الله.