تحذير 1: الكتابة عن مقتل أسامة بن لادن، كتابة مفخخة وملغومة ويمكن أن تنفجر ضدك في أية لحظة، بسحب فتيل إحدى العبارات أو المفردات التي قد تنم عن اعتراضك أو انتقادك أو مجرد استغرابك لأي فقرة في الحكاية، ما يعني تعاطفك مع الإرهاب. لذا لزم التنويه! تحذير 2: يجب أن تتقبل كل الحكاية بكل تفاصيلها، المنطقية وغير المنطقية. لأن أي تشكيك وتأويل لأي مفصل من مفاصل العملية سيضعك في خانة أتباع نظرية المؤامرة، وهي طريقة سطحية ومخجلة في تفسير الأحداث ... حتى لو كانت الأحداث نفسها مخجلة! * * * 1 ... وذكرت «البي بي سي» عن مسؤول أميركي قوله: «تم إتباع الخطوات التقليدية للدفن على الطريقة الإسلامية. وأقيمت الشعائر الدينية على متن حاملة الطائرات الأميركية يو أس فنسون، وقرأ أحد الضباط الشعائر الدينية المعدة سلفاََ وترجمها للعربية شخص يتحدث اللغة. حيث لفّت الجثة بكفن من قماش أبيض ووضعت في كيس مثقل ثم وضعت على لوح خشبي وأنزلت في مياه بحر العرب». قال: وما أدراك أنها كذبة؟ قال: من كبرها! حسناََ ... ولماذا هذا الاستعجال في تغييب جثمان شخص مطلوب منذ عشرين عاماََ ومطارد منذ عشرة أعوام؟! أجاب «فضيلة» المسؤول الأميركي: «حسب الشريعة الإسلامية يتعين دفن جثة الميت بأسرع ما يمكن، وقد التزمت القوات الأميركية بذلك ودفنت جثة بن لادن في غضون ساعات من مقتله»! للاحاطة، الاقتباسات أعلاه ليست مفبركة وليست «بتصرف» وليست من قناة «الجزيرة» أو «المنار» أو «السي إن إن»، بل هي من قناة «البي بي سي» البريطانية الرصينة. أقول هذا لأن السيناريو المعلن مرتّب ومثالي إلى درجة أنه يوحي بأن بن لادن قتلته الولاياتالمتحدة الأفلاطونية، لا الأميركية! ولنا أن نسأل «سماحة» المسؤول الأميركي عن مسوغات «المعصية» التي يرتكبها في مخالفة أحكام الشريعة في شأن تأخير محاكمة سجناء غوانتانامو. ألا يعلم «فضيلته» أن التعجيل في حقوق الحي أولى من التعجيل في حقوق الميت؟! 2 لماذا في البحر؟ لأن البحر مقبرة الأسرار. وربما ايضاً انتقاماً من التهديد العربي الشهير برمي إسرائيل في البحر! لماذا في «بحر العرب»؟ لأنه لو دفن في الخليج لدخلت أميركا في إشكالية الإعلان عن دفن بن لادن في الخليج العربي أو الخليج الفارسي! ولو دفن في البحر الأحمر لنشأت أسطورة بعد ألف سنة من الآن أن البحر الأحمر سمي بهذا الأسم نسبة إلى دماء بن لادن التي أحالت مياه البحر يوم 2 ايار (مايو) 2011 إلى مياه حمراء شاهدها الصيادون طوال ذلك اليوم! 3 السؤال الأهم: لماذا هذا التوقيت بالذات؟! هل أن أفراح العرب بالربيع والمصالحة الفلسطينية أقلقت المحافظين الجدد؟ وهل لإبراز الفضائيات الغربية مواقف شباب مصر 25 يناير وثوار ليبيا وقيادات غزة من مقتل بن لادن علاقة بهذا التوقيت؟! أوووه، مؤامرة ... مؤامرة ... مؤامرة. ألم يعد المسلمون يؤمنون بالقضاء والقدر؟ بلى ... يؤمنون بذلك، إلى درجة أنهم يعتقدون أن وقوعهم في فخ نظرية المؤامرة هو قضاء وقدر! 4 بمقتل ابن لادن تمت محاسبة إرهاب «القاعدة».. متى ستتم محاسبة إرهاب «القمة»؟! 5 في انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، قد يكتشف أنصار الحزب الديموقراطي أن الذي قُتل بالأمس هو: أوبامة بن لادن! 6 خبر عاجل: الذي قتل بن لادن ليس أوباما، بل شبيه أوباما!! * كاتب سعودي.