قال الضَمِير المُتَكَلِّم: تعودنا من بعض المؤتمرات التي تعقد هنا وهناك أن تكون فقط للاستهلاك والحضور الإعلامي؛ لذا تأتي الأبحاث وأوراق العمل المقدمة فيها ضعيفة تفتقد للحيوية والغوص في التفاصيل ؛ وبالتالي تكون التوصيات الصادرة عنها ؛ ذات عبارات مسجوعة منمقة ؛ ولكنها فلسفية تنظيرية يصعب الإفادة منها في جانب التطبيق بما يخدم المجتمعات ؛ ولذا تظل تلك التوصيات حبيسة للكتب والأدراج المغلقة . ولكن من خلال إطلالة سريعة ولمحة عاجلة على مؤتمر ( الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف ) الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة وينطلق اليوم ، يظهر التأكيد بملامسة هذا المؤتمر لواقع المجتمع وأعني الدولي ومعاناته من ظاهرة الإرهاب العالمية بكل أشكالها وتصنيفاتها ؛ فالأهداف جاءت ناطقة بتوصيف صادق لهذه الظاهرة ، ودراسة عميقة لأسباب انتشارها وتفشيها ؛ كما كانت باحثة عن حلول واقعية للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه ؛ وبالتالي أزعم أن هذا المؤتمر سوف يكون مختلفاً في طرحه وشفافية مناقشاته ، وأجزم أنه سوف يُعْلِن عن توصيات ذات بُعْد عملي ، وسوف يكون لها أصداء دولية كبيرة . هذا المؤتمر مختلف فلم تصنعه شركات متخصصة ؛ بل صنعه وقام عليه رجال مختلفون ( نعم هم هواة ) ولكنهم محترفون بعطائهم وحبهم لدينهم ووطنهم ومدينتهم وجامعتهم ؛ فهم يواصلون الليل بالنهار جهدا وعملاً لإيمانهم أن هذا المؤتمر خطوة مهمة من طريق طويل للقضاء على الإرهاب ، وأنه صفحة ناصعة البياض ، صادقة البيان في كتاب محاربة التطرف والقضاء على تبعاته بكل ألوانه ولغاته ؛ هم يسهرون على راحة الضيوف ليؤكدوا على كرم أهل المدينة وعطائهم ؛ هم يبذلون ليثبتوا تميز جامعتهم ( الجامعة الإسلامية التي لا تغيب عنها الشمس ) . هذا المؤتمر يحضره علماء ومفكرون وباحثون وإعلاميون من دول عديدة وأطياف مختلفة ؛ وسوف يُنقل للعالم عبر مختلف وسائل الإعلام بلغات مختلفة ( ولأول مرة بلغة الإشارة ) ؛ فالدعوة عامة للجميع لحضور فعالياته ، ومن ضمنها معرض مصاحب للأمن الفكري ، والدعوة خاصة لأهل طيبة للمشاركة والمساهمة مع جامعتهم الجامعة الإسلامية في إنجاح هذا المؤتمر فأنتم المنظمون وأنتم أهل الدار! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .