العالم العربي يتغير لا شك في ذلك .. أما البحرين فأمر مختلف لا يمكن أن نساوي ما يحدث بها مع ما يحدث في دول عربية أخرى .. ولأسباب عديدة .. خاصة وأن ملك البحرين استشعر مبكراً المطالب الشعبية المقبولة بالاصلاح السياسي والاقتصادي ودعا الى حوار رفيع المستوى مع القوى السياسية كافة في البحرين دون استثناء .. وأوكل مهمة إدارة هذا الحوار الى ولي العهد الذي باشر فعلا بجلسات مطولة وعديدة مع أطراف متعددة من التيارات والكتل السياسية البحرينية .. لكن البعض ممن لديهم اجندات مختلفة عن فكرة الاصلاح السياسي والاقتصادي لم تعجبهم فكرة الحوار .. وسعوا الى تعطيله ونسف المبادرة الملكية الجادة. منذ تولي الملك حمد الحكم في البحرين قبل قرابة 12 عاما سعى الى ردم الهوة التي كانت قائمة بين أطياف الشعب البحريني .. وأعاد رموز المعارضة الى وطنهم .. وألغى الكثير من الاحكام التي كانت بحق عدد من الشخصيات البحرينية .. وفتح دوائر عديدة للحوار مغلقة وضيقة وواسعة .. وأشرك عددا من المعارضين في الحكومة .. وعمل على تقوية الاقتصاد ، وإعادة بناء البحرين حسب متطلبات العصر الحديث ومتغيراته. لكن الوضع القائم في البحرين حاليا لا يرتبط بقضايا الاصلاح السياسي أو الاقتصادي مثلما هو قائم في دول أخرى .. في البحرين اليوم انقسام طائفي بغيض يسعى البعض لفرضه واقعا سياسيا وإيهام العالم بأنها ثورة شعبية .. وهي عملية منظمة تحمل أجندات واضحة تسعى الى زعزعة الأمن والاستقرار ليس في البحرين فحسب بل في منطقة الخليج العربي ككل. إن أمن البحرين من أمن الخليج .. لا شك ولا جدال في ذلك .. ونصرة البحرين أمر حتمي ولا يمكن التفكير بغير ذلك .. وإن كنا لا نعترض على المطالبات الاصلاحية الحقيقية .. وهو الأمر الذي استوعبته القيادة السياسية البحرينية ودعت له .. إلا أن التطرف في الطرح والممارسة .. وتحويل الأمور الى صراع طائفي أمر يجب أن يحارَب ولا يترك له المجال لينمو ويكبر. حفظ الله الخليج من كل شر .. ودمتم سالمين.