عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية تجارة جديدة دخلت المجتمع السعودي، هي تجارة ما يسمى الرقية الشرعية، فهناك من يستغلون بسطاء الناس والعوام، ومن يعانون مرضا أو لديهم أوهام .. أو أنهم مرضى نفسيون، ويكسبون الملايين، مع أنهم غير متخصصين في الرقية الشرعية. نموذج من هذه التجارة هو ما حدث في منطقة "القصيم" عندما قبضت الشرطة على أحد الذين يمارسون الرقية الشرعية بعد أن تسبب في موت شابة لم تتجاوز ال 20 من عمرها بعد أن استخدم الصدمات الكهربائية لتخليصها من مرض نفسي، مع أنه من المفترض أن يعتمد على القرآن الكريم والسُنة النبوية المطهرة، ولا يستخدم الصدمات الكهربائية. وهذه مجرد حادثة واحدة أقدمها، فهناك عشرات الحالات مثلها، وإذا كان هذا المتاجر بالرقية الشرعية قد سقط في يد الشرطة، فالمؤكد أن هناك غيره كثير يمارس هذه التجارة ولم يسقط بعد، ولأن العلم لم يتعارض مع الدين، فإن المرض النفسي له علاج عند الأطباء النفسيين، في الوقت نفسه فإنه من الضروري أن يكون هناك قانون ينظم العمل بالرقية الشرعية، وأن تكون وزارة الشؤون الإسلامية هي المشرفة عليه، وحتى لا يكون هناك خلط بين عمل الطبيب النفسي والراقي الشرعي. أعرف أن الرقية الشرعية منتشرة بين الكثيرين، خصوصاً البسطاء من المواطنين. يصبح من الضروري توعية الناس من خلال أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والوعاظ وعلماء الدين وخطباء المساجد وجمعيات حقوق الإنسان، فهذه التجارة التي انتشرت، وهي تجارة بلا رأس مال، تعتمد على «الفهلوة» والشطارة، وتستغل بسطاء الناس باسم الدين. ونحن شعب متدين والوعاظ يؤثر فيه الحديث باسم الدين، وتصبح الرقية الشرعية بالنسبة لهم عملاً مقدساً، وتنطلي عليهم أكاذيب هؤلاء الذين يتاجرون باسم الدين. ومع أن العالم يتقدم، والعلم شعاره، إلا أن المجتمعات يظهر فيها من يتاجرون باسم الدين، خصوصاً في مجتمعاتنا الشرقية، مع انتشار الجهل وارتفاع نسبة الأمية بين المواطنين، ما يجعلهم سوقاً رائجة يرتع فيها هؤلاء التجار. والغريب - كما يقول الشيخ "عايض بن محمد العصيمي" معبر الرؤى المشهور - أن هناك كثيرين من الدخلاء على ساحة الرقية الشرعية جمعوا الملايين من الريالات وهم غير مؤهلين شرعياً، ومنهم من اشتهر بين الناس حتى وقفوا أمامهم في طوابير، وهم لا يحسنون قراءة القرآن، وليس لديهم أي علم شرعي. إذن نحن في حالة فوضى مجتمعية يستغلها الشطار والفهلوية، وهي فوضى يجب أن تنتهي وبسرعة حتى لا يجد هؤلاء التجار مجالاً لتجارتهم.