قال الضمير المتكلم: أحد شيوخ القبائل بعث يقول : نقوم نحن شيوخ القبائل بالعديد من المهام الرسمية ومنها : إبلاغ أيٍ من أفرادٍ القبيلة عند طلبه من قبل الجهات المعنية، وإحضاره إذا لزم الأمر . وكذلك العمل على إصلاح ذات البين عند الخلافات والنزاعات القبلية ؛ وهذا يترتب عليه الكثير من الجهد البدني والمعنوي ، وحتى المالي ! ورغم ما نقوم به من مهام إلا أننا نعاني معنوياً واقتصادياً ؛ فمخصصاتنا المالية لا تتجاوز ( عشرة آلاف ريالٍ سنوياً ) ،بل بعضنا من المستفيدين من الضمان الاجتماعي هو وأبناؤه ؛ فمتى يلتفت لنا ، ويقدر جهدنا ؟! والحقيقة أن ( شيخ القبيلة ) كان في الماضي البعيد له مكانته ورسالته في خدمة قبيلته ؛ فهو حكيمها وقاضيها ، يتصف بالحكمة ورجاحة العقل ، والقدرة على العطاء ، وبذلك يفرض احترامه ، وتصبح توجيهاته أوامر واجبة التنفيذ !! ولكن لغة اليوم وتطبيقاتها تنادي بالدولة المدنية الحديثة التي تُلْغَى فيها وتذوب كل الانتماءات القبائلية والمنَاطِقِية ، بل والدينية لينصهر الجميع تحت لواء ومجتمع الوطَن الواحد ! وهنا تقلص دور بعض شيوخ القبائل وتجمدت صلاحياتهم ، وخفت صوتهم القيادي ، فأين رسالتهم مثلاً في توفير الخدمات لأبناء قبائلهم ،والمراكز التي يتبعون لها! فبعضهم مجرد ( بَصْمَجِي ) يحمل الختم ، وساعي بريد للجهات الرسمية ، ووجه اعتباري حاضر دائم في الأفراح ، وواجبات العزاء ؟! ثم إن الصفات التي كان يتمتع بها شيوخ القبائل في السابق يندر وجودها في زمن اليوم ؛ خاصة وأن هناك من تسلق على خَتم المشيخة بالوراثة لا بالكفاءة ؛ولكن هذا لا يمنع من وجود شيوخ مجتهدين أكفاء اليوم لهم قدرهم ومكانتهم ، ويستحقون التكريم ! ولكن الأهم نشر ثقافة الانتماء للوطن بين أبناء الوطن الواحد ،لِوأد فتنة العصبية ، وتحديث الأنظمة ؛ فمن العار أن يحتاج المواطن في إثباته انتمائه وانتسابه لبلاده إلى مجرد ختم من شيخه ! هذا ما تُنَادي به المجتمعات المدنية ؛ أما إذا كانت بعض الجهات الرسمية ما زالت تؤمن بأهمية واجبات ( شيخ القبيلة ) وقدرته على خدمة قبيلته ؛ فعليها توضيح صلاحياته ، وأن تقدم له الدعم والمخصصات والبدلات المالية المناسبة ! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .