هذا الموقع هو نواة لبرنامج متكامل يهدف إلى مد الجسور مع الآخر وبناء ثقة معرفية تهدف إلى التعايش وفق القيم المشتركة بين الأديان وتصحيح الرؤى التي يتم تداولها عن الإسلام والمسلمين وعلماء المملكة العربية السعودية تشكل آراء علماء المملكة العربية السعودية والذين يمثلون وجهة النظر السلفية مقصدا لكثير من الباحثين الغربيين من أكاديميين وسياسييين لا سيما فيما يتعلق بالآراء السياسية الطارئة أو فيما يُعرف شرعيا (بفقه النوازل)، بالإضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بحقوق الإنسان والمرأة، إلا أن هذا النهم الغربي لمعرفة آراء علماء المملكة العربية السعودية يصاحبه تقاعس في رصد وجمع هذه الآراء وترجمتها والاستكتاب لها من قبل العلماء، مما جعل الكثير ممن هم بعيدون عن هذه المؤسسة وفهم مرتكزاتها الدينية يكثرون من الحديث عنها وهو ما شكل بروز مصطلحات حديثة على هذه التسمية من حيث التسمية كالوهابية ومن حيث البعد العقدي بجعل القاعدة بكل تداخلتها الفكرية وليدة المنهج الديني السعودي (الوهابي) بحسب توصيفهم. الفراغ الكبير الحادث لا يمكن أن تردمه مؤتمرات الحوار وندوات التقارب برغم أهميتها إلا أن نتائجها سياسية مما يعني البعد عن تشكيل الرأي العام الغربي. من هذه الإشكالية جاءت فكرة وزارة الشؤون الإسلامية ووزيرها الشيخ صالح آل الشيخ في إنشاء موقع متخصص بعدة لغات يهدف إلى التبادل المعرفي بين الحضارات وردم الهوة الشاسعة التي تفصل بين المؤسسات الدينية والباحثين المتخصصين من خلال موقع تحت اسم Knowledge Exchange Program http://www.kep.org.sa/index.php هذا الموقع هو نواة لبرنامج متكامل يهدف إلى مد الجسور مع الآخر وبناء ثقة معرفية تهدف إلى التعايش وفق القيم المشتركة بين الأديان وتصحيح الرؤى التي يتم تدولها عن الإسلام والمسلمين وعلماء المملكة العربية السعودية والتيار السلفي بشكل عام، منذ أن سمعت عن فكرة ولادة هذا المشروع العملي عرفت أننا بدأنا نتجه إلى التعامل الصحيح مع الآخر ونتواصل معه بالأدوات المعرفية التي يجيدها وليس بالنواح وكيل التهم. كثيرا ما ندشن برامج ضخمة وكبيرة ومكلفة تصب في خانة مخاطبة الذات وتكريس التفكير الذاتي في قضايا شائكة وحديثة، لذلك نجد أن معظم الجهود الدينية والثقافية موجهة للداخل وممن يتفقون مع ذات الرؤيا التفكرية التي نعيشها، ولا أدل على ذلك من أن أحد زوار هذا الموقع الرائد الوليد بعث برسالة إلى المشرف التنفيذي على البرنامج والذي تم اختيارة بعناية وهو الدكتور عبدالله الحيدان أستاذ العلوم السياسية سابقا في جامعة الملك سعود الذي قال فيها إنه ألماني عاش سنوات طويلة في المملكة العربية السعودية ولم يعرف عنها ما عرفه من خلال برنامجح التبادل المعرفي من حيث القيم والدستور ونظام الحكم وقضايا المرأة. وتضمن الموقع سبعة أقسام هامة: القسم الأول عن الإسلام: ويهدف إلى التعريف بالإسلام من حيث هو دين ومنهاج للحياة، كما أنه نظام شامل ومتكامل للأفكار والمعتقدات يهدف إلى خلق مجتمع تسوده الأخلاق والعدالة والمساواة، ويختلف الإسلام عن غيره من الديانات فهو يتميز بطبيعة مزدوجة باعتباره ديناً أو معتقداً شخصياً، والثاني باعتباره نظاماً وأسلوباً للحياة، وضم القسم ما يلي: أولا مجموعة القيم. وثانياً المستوى الاجتماعي. وثالثاً المستوى الاقتصادي السياسي. ورابعاً المستوى الدولي. وخامساً موضوعات خاصة. والقسم الثاني عن المملكة: يتضمن التعريف بالمملكة من ناحية نظام الحكم والدستور. والقسم الثالث عن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. والقسم الرابع وهو الأهم الحوار: ويضم العناوين الفرعية التالية: (الحوار بين الأديان، والمنهج الشرعي للحوار بين الأديان، والأصل الشرعي في الحوار بين الأديان، وأنواع الحوار بين الأديان وأحكامها: من حيث (حوار التعريف بالإسلام، وحوار التعايش، وحوار التقارب، وحوار وحدة الأديان، وحوار توحيد الأديان). والقسم الخامس مفاهيم مغلوطة عن الإسلام: ويهدف إلى تصحيح عدد من المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وهو قسم تفاعلي يجيب عن تساؤلات القراء. والقسم السادس مراكز الحوار: ويهدف إلى ربط القارئ مع مواقع أخرى تخدم أهداف البرنامج. والقسم السابع كراسي البحث: ويهدف إلى تعريف القارئ ببعض كراسي ومراكز البحث التي تخدم أهداف البرنامج. البرنامج إذا ماتم تفعيله وفق ما رسمه معالي وزير الشؤون الإسلامية في افتتاحه فإنه سيكون منارة حضارية مشرفة وقفزة نوعية في الخطاب الديني وتعامله مع الآخر وتجاوز الوزارة مرحلة الوعظ إلى مرحلة الدعوة غير المباشرة والتي تعتمد على البحث المعرفي للقضايا المعاصرة.