قرأت في «عكاظ» الأسبوع الماضي أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبموظفيها (الأعضاء) وأسطول آلياتها هبت للمساعدة في كارثة جدة، وهو واحد من الأدوار التي كنا ندعو هذا الجيش من الموظفين، والآليات القيام به منذ زمن طويل. هذا الدور الرائع هو المطلوب منهم، وهو خير من التركيز على الأسواق بشكل مستفز للإشراف على حياة الناس الخاصة ما يلبسون، وما يأكلون، وأحيانا استثارة الجموع بوجودهم في كل تجمع دون سبب لذلك. لكن هناك أدوار أخرى سنشكر الهيئة لو جندت رجالها المخلصين لها، وآليتها في التصدي لها، وهي ستكون خطوة مباركة بالاستجابة لما كرره (صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية) أقول الاستجابة، والتحرك في مكافحة المخدرات والتي تؤرق سمو الأمير نايف، وهم رأوا وسمعوا أنه كرر الطلب من كل الجهات، والمواطنين أن يقوموا بمكافحة المخدرات بكل قوة لأنها أصبحت وباء في شبابنا. أقسم بالله أنهم لو ساعدوا في حماية الشباب من هذا الوباء لصاروا نجوم المجتمع بلا منازع، وبالذات لو ابتعد بعض الأعضاء عن سفاسف الأمور من تشدد في أمر تواجد الناس، أو اختلاطهم، ومتابعة مزعجة لهم باشتباه بالنوايا، وأشياء مثل: غيري (عباتك)، وغطي وجهك، ومتابعته خصوصية الناس في حياتهم الخاصة تجسسا، وتحسسا ثم كرسوا أنفسهم كجيش منظم للخير، والمعروف، ومساعدة الناس الذين يتعرضون للحوادث، والمصائب والفقر، لو فعلوا هذا لتغير الحال، ولتحولوا من مصدر خوف للناس بسبب ضغطهم التقليدي غير المنطقي على الناس، إلى رموز للعمل المخلص ونجوم للمجتمع يقدرهم، ويجلهم. لا ننسى أن لهم جهودا مشكورة اليوم في كشف مصانع الخمور التي يخبئها الأجانب، ونفرح بهذه الأخبار، لكننا لم نرهم يقبضون «بالشاهد» على مخدرات كما هي إنجازات رجال الأمن، مع أنه لا أسهل لهم من تتبع حركة مروج المخدرات في المجتمع، بل هو أسهل من تتبع المعاكسات، لأنهم يستطيعون التغلغل في المجتمع، وملاحظة تصرفات المروجين، الذين يدمرون شبابنا بكافة أنواع المخدرات. أيضا يستطيعون التحرك في برنامج تحسس مكامن الإرهاب، ومساعدة الأمن العام بحالات الاشتباه في مكامن ومخابئ الإرهابيين، والفاسدين، وإبلاغ الأمن عنهم لخدمة الوطن، وأمن المواطن، كل هذه وظائف نبيلة سنمتدح الهيئة عليها ونشكرها كل يوم إن فعلتها. الأفعال التي نعترض عليها الدوران بالآليات بلا هدف، والتجسس، واتهام الأبرياء قبل التثبت وتشغيل مكبرات الصوت إثبات وجود بلا هدف، كما نعترض توهم بعض الأعضاء بالشبه بالناس العاديين، والأهم من ذلك منع بلطجة بعض الأعضاء وضربهم للناس الذي وصل أحيانا للوفاة، أو الجراح البليغة فلسنا في غابة، وقضية معاكسة لا تعاقب بالضرب المبرح، وتكسير العظام.