محمد بن سليمان الأحيدب - عكاظ السعودية ** عندما مر أحد مسؤولي الشؤون المالية في وزارة التربية والتعليم بصعوبات أثناء جولته على إحدى المناطق البعيدة، طالب وبسرعة بضرورة تزويد المعلمات المعينات في مناطق بعيدة بسيارة جيب دفع رباعي جديدة وهاتف اتصال لا سلكي مربوط بالاستقبال الفضائي، وعندما قرأت الخبر تمنيت لو أن كل مسؤول في وزارة التربية والتعليم يقوم بنفس الرحلة ويواجه نفس الصعوبات، لعل وعسى أن يشعروا بشعور المعلمات، خصوصا نائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز، فقد تمنيت لو استقلت إحدى سيارات متعهدي نقل المعلمات وتوجهت نحو الأفلاج أو وادي الدواسر أو إحدى القرى الواقعة على طريق ريفي، ثم تذكرت أن هذه الأمنيات لا تكفي وحدها فيجب أن يصاحبها دعاء مخلص لله سبحانه وتعالى أن يكون من يتعرض للموقف الصعب لديه القدرة والعاطفة نحو تذكر أحوال الآخرين والشعور بنفس مشاعرهم ووضع نفسه مكانهم، مثل ما حدث مع مسؤول الشؤون المالية بالوزارة، وإلا فلا فائدة من خوض نفس التجربة. ** تعميم منع تصريح المعلمات والمعلمين للصحف وعدم كتابة أي موضوع في الصحافة إلا بعد أخذ الإذن الإداري، الذي استند إليه مدير التعليم في حائل في تصريحه ل«عكاظ»، يشير إلى أن أسلوب وزارة التربية والتعليم لم يتغير، ولم تختلف صيغة التعاميم الفوقية عن عهد رئاسة تعليم البنات ووزارة المعارف، رغم تغيير المسميات وتوحيد الوزارة، كما يدل على أن وزارة التربية والتعليم لا تستطيع الاستجابة للشكاوى والملاحظات بإجراء التصحيح، وغير قادرة على تحمل النقد حتى من منسوبيها، وبقي أن نذكر أن المعلمات والمعلمين متخصصون في مجال علمي تربوي، وليسوا في حاجة لعرض ما يرغبون كتابته أو التصريح به حول ممارستهم المهنية المتخصصة على كوادر إدارية لم تمارس ذات التخصص. ** تساءل بعض الزملاء الكتاب عن أسباب عدم حدوث التحرش في الأسواق ومضايقة الفتيات من قبل الشباب في دول الخليج، كالإمارات العربية المتحدة، بينما تكثر في المملكة، وكانت الإجابات تركز على انفراد الشباب السعودي بهذه الطبائع إلى جانب عدم وجود أنظمة وقوانين واضحة تحدد العقوبات، وللجميع أقول إنني سبق أن وجهت ذات السؤال لمسؤول إماراتي، فأجابني مستغربا: ومن قال لك أن المضايقات لا تحدث، لكننا نتعامل مع المذنب بسرية تامة، فبعد ضبطه بالكاميرات والتأكد من سلوكه يتوجه إليه اثنان من رجال أمن الأسواق السريين، ويمران بجانبه، ويصاحبانه مشيا إلى أقرب مخرج، ويتوجهان به إلى مركز الشرطة. إذا، فإن الفرق يا إخوان هو في عدم المقاومة، وعدم تدخل بقية (الملاقيف) في عمل رجال أمن السوق، وهم لدينا تمثلهم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم التجمهر، وإلا فإننا وبقية الدول في أمر التحرش سواء (ما حد أحسن من حد).