لدينا نصف مليون عاطل، ولدينا 57 ألف وظيفة شاغرة في ديوان الخدمة المدنية، كما أن هناك وظائف -لم يحدد الديوان عددها- يشغلها أجانب، وجميع هذه الوظائف في الطب وفروع الهندسة، وهذا نتيجة لخلل النظام التعليمي الذي لم ينهض على تلبية حاجات سوق العمل، ومواءمة مخرجاته معها، وهو موضوع قتلناه كتابة، ولكن فيما يبدو لم نصححه إلا أخيرا بدليل العدد الهائل الذي يتخرج سنويا من كليات المعلمين والآداب، والعدد القليل الذي يتخرج من كليات الطب والهندسة والعلوم، وقد قلت أخيرا لأن معظم المبتعثين وعددهم يزيد على الثلاثين ألفا ابتعثوا للدراسة في هذه الكليات، وما علينا سوى أن نصبر حتى يتخرجوا، على أمل أن نجد أجانب يشغلونها مؤقتا، وهذا قد لا يكون ميسرا لأنهم مطلوبون في بلادهم، ولكن علينا في نفس الوقت أن نحل مشكلة العاطلين والعاطلات المتخرجين من كليات المعلمين والآداب، وهذا لا يتم إلا بإعادة التأهيل والتدريب لمدة عام على الأقل، على أن يكون ذلك في المجالات التي يتطلبها سوق العمل، وخاصة في علوم الحاسب الآلي والبرمجة، على أن يعطوا مكافأة شهرية لتشجيعهم على الاختراط في هذا التدريب، وبالطبع فإن المؤسسة العامة للتدريب التقني مؤهلة للقيام بذلك فعسى أن تفعل، وهو ما نرجوه ونؤمله خاصة إذا قام صندوق الموارد البشرية بتقديم المكافآت.