محمد الرطيان - المدينة السعودية أكد معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه أن وزارته ستعلن ضوابط تحفظ المرأة وتمكّنها من العمل، ولكن إذا كان هذا العمل فيه «تلاحم جسدي» فلن يُسمح به. وتضامنًا مع معاليه أقترح التالي: (1) منع كافة أشكال «التلاحم» في اللغة، ومنها عبارة «التلاحم الوطني»، وما ينتج عنها من عبارات مثل «اللُّحمة الوطنية»، واستبدالها بعبارات أخرى مطابقة لأنظمة العمل والعمال في السعودية. (2) منع عرض مسلسلات غوار الطوشة في قنواتنا المحلية لأن بطلها هو (دريد «لحام»)! (3) تغيير مسمّى «ملحمة الطازج» الموجودة في حارتنا إلى «قصاب الطازج»، وذلك منعًا لكل أنواع التلاحم. (4) إلغاء مسمّى «ملحمة شعرية»، أو «ملحمة غنائية» والتي تطلق على بعض الأعمال الفنية. (5) يجب أن يحتوي ملف أي شاب سعودي يتقدم لطلب التوظيف على الأشياء التالية: - ملف أخضر علاقي (لأنه أحد الأشياء التي تقدسها البيروقراطية السعودية). - شهادة حسن سيرة وسلوك (مُوقّعة من مدير الشرطة). - شهادة مُواطَنة (مُوقّعة من العمدة ليثبت أني مواطن ابن مواطن، حفيد ستة وستين مواطنًا). - شهادة عدم تلاحم (موقعة من قصاب الحارة). وإذا كانت المتقدمة لطلب الوظيفة امرأة فلا بد من إرفاق «ساطور» للملف منعًا لأي تلاحم مستقبلي. (6) وضع كلمة «تلاحم» في نفس القاموس الذي وضعت فيه كلمة «اختلاط»، ومنع مَن هم دون الثامنة عشرة من الاقتراب منها، أو استخدامها في أي جملة مفيدة.. لأنها كلمات سيئة السمعة. (7) وأخيرًا: أتقدّم بالتهنئة لكافة الزملاء والإخوة من كُتّاب، وإعلاميين، ودعاة، وناشطين عبر الفضاء الإلكتروني على وصول «التلاحم الجسدي» إلى ساحتنا الثقافية والفكرية.. وإذا نظرنا إلى أن «الاختلاط» وهو (من بعيد لبعيد) قد أخذ منّا أكثر من سنتين من الجدل والنقاشات الساخنة.. فكيف سيكون الوضع مع «التلاحم الجسدي»؟! وهذا (لا يحدث من بعيد لبعيد!).. المسألة ستكون أخطر.. ولا بد لها من حوارات مكثّفة، ومؤتمرات، ودراسات جادّة.. ولا بأس من بعض الرسائل الجامعية من نوعية «أحكام التلاحم».. وهذا الأمر يحتاج من خمس إلى عشر سنوات لبحثه وتمحيصه. كل ما أرجوه هو أن ينتهي قبل عام 2022م؛ لأننا وقتها نريد أن نتفرغ لمتابعة كأس العالم في الشقيقة قطر! - ملاحظة مهمة: إذا حدث -لا سمح الله- لأحد الإخوة أيّ نوع من أنواع التلاحم في إحدى الدول الصديقة، وتم تسريبه لوسائل الإعلام، فلا بأس من تسميته ب«تلاحم عابر».. هذا والله أعلم.