حمود أبو طالب - عكاظ السعودية بعض السحر يدمر حياة الإنسان ويقضي على مداركه ويجعله خارج إطار الزمان والمكان، مجرد كائن يعيش بين البشر ولا يدري عن شيء. وهناك سحر آخر لكنه سحر مفيد يشحذ الذهن ويرفع منسوب الذكاء ويفجر الطاقات والقدرات ليجعل المسحور به قادرا على اختراع الوسائل التي تجلب له المال وتجعله يدخل نادي الأثرياء.. قليلون هم الذين يصابون بهذا النوع من السحر النادر، ومنهم فضيلة القاضي الذي تورط مع عصابة المدينةالمنورة التي استولت على عقارات وأموال ضخمة بالتحايل والرشوة والتزوير. القاضي إياه بحسب ما نشرت «عكاظ» يوم أمس، يقول إنه كان مسحورا ولا يزال يعالج بالرقية الشرعية، بعد أن تمكن الوسيط الهارب من سحره والسيطرة عليه لتمرير المعاملات وتسهيلها دون أن يشعر بذلك.. يا عيني عليك يا سيدي القاضي، بعد الشر عنك، وسلامتك ألف سلامة وان شاالله عدوينك.. لكن قل لنا كيف كانت تفاصيل قضية السحر وكيف بدأت أعراضها وما الذي كنت تشعر به؟.. ما هو الفرق بين حالتك عندما تكون معاملات النهب والفساد بين يديك وعندما تأتي معاملات غيرها تخص المساكين والضعفاء والمظلومين الذين لا يسحرون أحدا، لأنهم لا يملكون تكاليف حياتهم فكيف بتكاليف السحر الغالي.. قل لنا بالله عليك ما الفرق بين شعورك ووعيك وإدراكك حين تكون في مكتبك وحين تعود إلى منزلك.. وإذا تكرمت نرجوك أن تفيدنا كيف اكتشفت الآن فقط أنك مسحور، بعد أن فاحت رائحة القضية وأصبحت ملفاتها لدى المباحث الإدارية ؟. رفقا بهذا القاضي أيها المسؤولون لأنه ضحية سحر نادر ليس ذنبه لأنه ابتلي به، المذنب الحقيقي هو الوسيط الهارب الذي يجب تبليغ الإنتربول عنه، لأن خطره لا حدود له. تصوروا لو نشر هذا الهارب سحره في كل الإدارات المهمة وأصبح المسؤولون يوقعون على المعاملات دون إدراك!. الله يستر. ومرة أخرى سلامتك يا سيدي القاضي، وعندما تشفى من هذا السحر النادر نرجو أن تخبرنا لنزورك ومعنا «عيش وحلاوة».