أولا: هل سمعتم بعذر القاضي المتهم في الفساد المالي والإداري بمحكمة المدينةالمنورة، وقبل أن نصل إلى عذره أجدني أحمد الله أني عشت حتى بلغت زمنا تتم فيه المواجهة، وهي نعمة عظيمة. وفي هذه المواجهة تنقل لنا وسائل الإعلام لحظات الاعتراف الأخير لمثل هؤلاء فتجد أن مبررات إقدامهم على الأخطاء مبررات هزيلة المعنى والدلالة. ويغدو المخطىء من هؤلاء نعجة قيد للذبح من غير خيار، وإنما انسياقا للظرف والحالة وهو العذر الذي يصنف في خانة (عذر أقبح من ذنب) . وما نشر عن التحقيقات التي تقودها المباحث الإدارية في المدينةالمنورة بشأن قضية الفساد التي جرت أحداثها في محكمة المدينةالمنورة، وأن القاضي المتهم بالتدبير للاستيلاء على عقارات وأموال ضخمة عبر استلامه رشاوى وتسهيلات واستيلاء على حقوق الغير إضافة إلى ملفات قضايا تتعلق بتلوث حمراء الأسد، كل هذا الكم من الأخطاء واستغلال المنصب يقابله عذر مضحك للغاية. فالقاضي المتهم في القضية عندما وجد نفسه في حلق الأسد سارع بإحاطة سلطات التحقيق أنه مسحور ولا يزال يعالج بالرقية الشرعية، بعد أن تمكن الوسيط الهارب من سحره والسيطرة عليه لتمرير المعاملات وتسهيلها دون أن يشعر بذلك.. يا سلااااااااااااااااااااااااام سلم. ثم لماذا لم يلجأ إلى الرقية الشرعية إلا متأخرا؟! وعندما أصبح تحت قبضة السلطات، لماذا لم يرق نفسه وهو القاضي العارف بأساليب الرقية؟!