لم تبالغ شبكة تلفزيون « سي إن إن» الإخبارية، حين وصفت - خادم الحرمين الشريفين - عبدالله بن عبدالعزيز، بأنه: «صانع تاريخ» بدعوته لحوار الأديان؛ من أجل حماية الإنسانية من العبث، ودوره في دعم عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط. ففكرة « حوار الأديان « بدأت ملامحها من الرياض، وانطلقت في مكة، في يونيو 2008 م، من خلال « المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار بين المذاهب الإسلامية «، وهو ما مثل حواراً إسلامياً - إسلامياً. والثاني: تبلور في مدريد، بمؤتمر « حوار الأديان العالمي «، في يوليو 2008 م، ومثل انطلاق المسلمين كصوت واحد للحوار مع الأديان الأخرى. والثالث: وهو الذي عقد في الأممالمتحدة، في نوفمبر 2008 م، تحت عنوان: « ثقافة السلام «، حتى أخذت اليوم بعدا عالميا، بتواصل اللقاءات بين ممثلي مختلف الديانات السماوية. قبل أيام، رحب الناطق باسم بابا الفاتيكان « فريدريكو لومباردي «، بإنشاء مقر لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار الأديان، في العاصمة النمساوية « فيينا «. وهذا يعكس - بلا شك - موقفا محايدا تجاه مبادرة « حوار الأديان « ؛ من أجل التأكيد على القيم المشتركة بين الشعوب، كقيم العدالة، وعمارة الأرض، وحماية البيئة، وحق الشعوب في العيش بكرامة، ومحاربة الفقر، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، توضيح صورة الإسلام في الغرب، عن طريق التواصل مع الآخر. الحوار هو الطريق الأمثل ؛ لمناقشة القضايا المشتركة بين الأمم، كمحاربة الإرهاب - بكافة - أشكاله وصوره، ومن ذلك: الاحتلال العسكري للدول. - وأيضا - إدانة التطاول على الديانات والرسل والمسائل المقدسة. - لاسيما - وأننا نعيش لحظة تاريخية حرجة، وظرفا دقيقا مشحونا بأيديولوجيات متطرفة متصاعدة، وفتنا طائفية متزايدة. وهذا هو ما يخشاه العقلاء، وهو: تأجيج الصراعات الدينية والحضارية. - وبالتالي - توجيه الصراع إلى منحنى العنف والتصادم.