جاسر الجاسر - الجزيرة السعودية قبل أعوام قال المفكر الشيعي العراقي حسن العلوي: (إن الشيعة سيدفعون ثمن محاولات إيران تنصيب نظامها مدافعاً عن الشيعة، وكأن الشيعة لا ينتمون إلى بلدان يعدونهم -وهم كذلك- مواطنين يستوجب الدفاع عنهم مثلهم مثل أي مواطن آخر). أما الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله فقد قال: (إن إيران تقدم نفسها على أنها مسؤولة عن الشيعة في المنطقة). هذه الادعاءات ومحاولة نظام إيران توريط الشيعة في خصوماتها مع دول المنطقة أو أكثرية دول العالم، جعلت كثيراً من الحكومات تتوجس من الشيعة على الرغم من أن الأحداث والحروب أثبتت كذب الادعاءات الإيرانية، فالجيش العراقي في عهد الرئيس صدام حسين كان أغلبه من الشيعة وهو الذي أحبط محاولات الخميني تصدير الفوضى والإرهاب إلى العراق والمنطقة. وباستثناء شذوذ الحوثيين الذين فضلوا الانتماء الطائفي على الارتباط الوطني، فإن الشيعة في بلدان عربية عديدة كانوا ولا يزالوا يتميزون بولائهم لأوطانهم، وحتى لبنان الذي استطاع نظام ولاية الفقيه في إيران أن يقيم له امتداداً من خلال «جيب حزب الله» إلا أن هنالك أغلبية شيعية لا تجاري حزب الله، ويقدمون مصلحة الوطن على ارتباطات الطائفة التي تعتقد أن هذه الارتباطات تخدم الطائفة في حين أثبتت الوقائع أن الابتعاد عن هذه الارتباطات وخدمة أجندات خارج الحدود مضرة جداً بالطائفة والأفراد معاً، فالتخندق الطائفي يجعل حكومات المنطقة تتوجس من هؤلاء الطائفيين خصوصاً وأن نظام إيران يهدد بالانتقام من دول الخليج العربية في حالة تعرض إيران للهجوم وأن لديها خلايا نائمة جاهزة لتنفيذ ما يطلبه نظام الملالي في طهران..! هذا التوجس تغذيه الأفعال غير المنضبطة التي تصدر من قلة من الشيعة أو لنقل من أفراد منفلتين وجماعات تثير الاضطرابات وتلجأ للتخريب وتنفيذ ما تأمر به من خارج الحدود، وتكون النتيجة سحب الجنسية الوطنية التي حصلوا عليها بالتجنس أو الزج بهم في السجون ليكون نظام الملالي قد ورطهم عكس ما يدعي ويزعم بحمايتهم، وهذه النتيجة لا تتحقق مطلقاً لأهل الوطن الأوفياء. الوطن بقدر ما تتمسك بأرضه وترابه يحميك أكثر ويرفع من قيمتك كمواطن وليس كما يريد الملالي جعلك عميلاً..!