د. نجلاء أحمد السويل - الاقتصادية السعودية يختلف الناس في الاستراتيجيات التي يتبعونها بهدف قضاء العطلات والإجازات، فالبعض قد يقرر المكان الذي سيذهب إليه في وقت مبكر، والبعض الآخر ربما لا يحسن فن التخطيط، وبمجرد بدء الإجازة يجد نفسه وقد اندفع لقضاء وقته في مكان ما بواقع الصدفة البحتة، وفريق ثالث يفضل ألا يسافر إلا مع توافر المادة لديه دون قرض، والعكس أيضا لدى الفريق الرابع أي في النهاية يظل هناك هامش جيد من التفكير في كيفية قضاء الوقت، ومن منطلق علم النفس فإن التخطيط لكيفية قضاء الوقت هو نوع من أنواع المهارات البشرية التي لا يمتلكها الجميع؛ بمعنى أن هناك من لا يتحرك من مدينته في العطلة ولكن لديه القدرة على استثمار وقته استثمارا جيدا وفق ما يراه مناسبا لشخصيته ولأسرته وهناك من يقطع بحارا طويلة ومع ذلك يفتقد خطة استثمار الوقت، لهذا فهي نوع من الفنون التي تدخل ضمن مجموعة الفروق الفردية. ولعل الإجازة الصيفية تمضي ونسمع بعدها أحيانا بل وأثناءها بعض الحوادث كحوادث الاعتداء على بعض الأفراد السعوديين أو الأسر السعودية في الخارج سواء كان هذا الاعتداء اعتداء مباشرا بالسرقة أو الضرب، أو غير مباشر بالمضايقة أحيانا أخرى، وهذه الحوادث تشكل مجرد حوادث فردية، ليس لها سمة الانتشار حتى نتحدث عنها كظاهرة أو نطرحها كمشكلة، ولكن لا يمنع ذلك من نقاشها كحوادث فردية لها قالبها الخاص لأنها في حد ذاتها مهمة، والأمر الذي لا شك فيه هو أن حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لا تتوانى إطلاقا في حماية مواطنيها في الخارج، وكثيرة هي الحالات التي لا غبار عليها في هذا المجال، ولكن في مقابل حوادث الاعتداء التي تنقلها لنا وسائل الإعلام يظل الأمر يدخل في دائرة أهمية النظر في حيثيات تلك الحوادث بمعنى أن لا أحد يمتلك أدنى نوع من الوطنية يرضى أن يهان أي مواطن سعودي في أي بلد كان وبأي شكل من الأشكال، فالوطنية تثور رفضا لذلك، ولكن لا بد أن ندرك أن هناك من لا يدركون أهمية ""الوعي الشخصي"" أثناء السفر أو التنقل بين البلدان؛ بمعنى أن كل فرد منا لا بد أن يكون فعلا سفيرا لبلاده ينقل الصورة الإيجابية ويحمل النموذج الذي يحفظ احترامه باسم بلاده، ولكن للأسف هذه العبارة قد لا يدرك مضمونها البعض. الأمر الذي يدفعهم لنقل صورة غير جيدة عن المواطن السعودي، وبالتالي يحمل الآخرون عنا نظرة يعممونها وفق مواقف معينة، فقد تكون هناك اعتداءات فردية معينة، ولكن لا بد أن تكون هناك أسباب أيضا، وربما تكون تلك الأسباب رمزية غير واضحة لينقل إعلاميا على أنه اعتداء بلا سبب، منها استفزاز الطرف الآخر بطرق غير مباشرة كعدم الحفظ الجيد للمال والممتلكات والتباهي بهما، ولبس الزينة من الذهب أو ما يشبه ذلك أو عدم الالتزام بالنظام أو عدم الانصياع لأنظمة وقوانين البلد الذي يزوره الشخص أو الاستهزاء بالآخرين. ربما تكون هناك حالات فردية كهذه تقابل بردود عنيفة لذا فإن التعامل الإيجابي مع الآخرين يقلل كثيرا من حوادث التصادم الشخصي سواء خارج البلاد أو داخلها. وقبل أن نبحث عن الأسباب لا بد في المقابل أن نعمل بالأسباب.