حمد بن عبدالله القاضي - الجزيرة السعودية (1) الخطأ وارد في كل عمل بشري.. ومن يعملون في أي جهة ليسوا ملائكة لا يخطئون!. لكن أحسب أن مَنْ يعمل في مؤسسة خيرية أن خطأهم أقل؛ لأنهم جاؤوا للعمل حباً للخير وطلباً للأجر ومساعدة الآخرين؛ لما يسكن قلوبهم من رحمة، وبالطبع الشاذ لا يحكم له، ولو ... ... حصل خطأ من هؤلاء فإنه في الأغلب غير مقصود إلا في حالات نادرة.. ذلك أن هؤلاء العاملين نحسبهم من خيار الناس، وقد جاءوا - كما أشرت - لزرع الخير والوقوف مع الأرامل والفقراء. الشاذ لا يبنى عليه الأصل. من هنا فإن التشكيك بعمل الجمعيات الخيرية واتهام بعض القائمين عليها بالفساد على عمومه وبدون أدلة أمر غير مقبول. إن مثل هذه الاتهامات مثل السرقة والتزوير قد تجعل البعض من أهل الخير يحجم عن تقديم المساعدات لها، والمتضرر هم الفقراء والمحتاجون والأرامل والأيتام. ومن جانب آخر فإن هناك جهة حكومية هي وزارة الشؤون الاجتماعية تشرف على عمل هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية وتراقب وارداتها ومصروفاتها. لقد نُشر قبل فترة اتهام بسرقة في إحدى الجمعيات الخيرية، وثبت أن ذلك غير صحيح؛ حيث نفته وزارة الشؤون الاجتماعية جملة وتفصيلاً. إذن ما الجدوى من الاتهام لهذه الجمعيات والقائمين عليها دون أدلة كعين الشمس؟ إن هذا يضر بالعمل الخيري كثيراً. إن العمل الخيري شأن حساس، وهو يقوم على صدقات الناس، وأي اتهام إعلامي دون دليل يسيء إلى هذا العمل، ويجعل البعض يعرضون عنه سواء بتبرعاتهم أو جهودهم أو وقتهم، ونحن نريد أن نشجع هذا العمل وننشر ثقافة التكافل. لكل القائمين والقائمات على الجمعيات الخيرية كل الشكر والامتنان على أعمالهم التطوعية المباركة، وأجرهم على الله الذي لا يضيع أجر مَنْ أحسن عملاً. (2) مواكب الياسمين!.. تصلني كما تصل غيري من الكُتّاب رسائل تفاعلية من القُرّاء عبر مختلف الوسائط، لكن هناك قارئاً أو هي قارئة تأتي رسالتها خلوا من الاسم.. لكن رسائله متميزة بجمال أسلوبها وشفافية مضامينها.. وأزعم أنه أو أنها لو اتجه للحرف لكان من المتميزين أو المتميزات. وهذه آخر رسالة جميلة وصلت إليّ عن طريق هاتف «الجزيرة» حيث رفرفت أجنحتها على جوالي دون اسم.. ليت مرسلها تكرم بوضع اسمه. ((في بعض حديثك ثمة ذكريات تحط كالطير القادم من أقاصي الألم. وثمة فرح مختلف يزهر حتى تغفو زهور الشفق. فكلما رقصت على هديل النبض كلماتك.. وكلما هدأت على مرفأ الحنين آهاتك.. وكلما أبحرت مراكب الياسمين في «جداول» الشجن يبتهج القلب حيناً.. وحيناً يرفرف ويطير في الهواء ويمشي على الماء.. إلى أن يصير الصباح ريشة من شعاع تضيء لكم هذه الكلمات)). أرأيتم أبهى وأجمل من هذا الكلام الجميل في زمن العنف والحرب؟ (3) العافون عن الناس إنهم خيار الناس.. أو هم «بقيتهم» أولئك الذين يواجهون أخطاء غيرهم بالابتسام، ويقابلون خطاياهم بكل الهدوء والصفح، وهم يحيلون نار الندم في جوانح من يخطئون بحقهم إلى شعلة نور تضيء قناديل المحبة حولهم. إنهم أولئك الرائعون العافون عن الناس والصافحون عن أخطائهم التي جاءت عفواً، وإن سبّبت تعباً إلا أن إنسانية المخطَأ عليه وعفوية الخطأ كفيلتان بألا تُبقيان تعباً، ولا ندماً..! (4) آخر الجداول قال الشاعر: ((ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن قيام))