هايل العبدان - الوطن السعودية المكرم مدير الإدارة المحترم جداً.. بعد التحية.. فوجئت اليوم وخلال مراجعتي لمقام إدارتكم الحكومية بتواجدكم في مكتبكم (على غير العادة)، لذا أقدم لكم جزيل شكري وامتناني على هذه اللفتة "المستغربة" من لدن سعادتكم. فكما أعلم ويعلم كل مراجع لإدارتكم هوسكم اللا محدود بالاجتماعات، خصوصاً تلك المنعقدة خارج مبنى إدارتكم الموقرة.. (هذا إن كان هناك فعلا اجتماعات)! نتفهم نحن معشر المراجعين صعوبة بقائكم يا سيدي الكريم خلف مكتبكم من بداية الدوام الرسمي حتى نهايته ولو ليوم واحد، برغم أنه مزود بوسائل رفاهية تضاهي أجنحة فنادق الدرجة الممتازة. لكن أكثر ما يغيظنا هو احترافية سكرتيركم في خلق أعذار عدم تواجدكم، فيستحيل مثلاً أن يتكرر ذات اسم الاجتماع أو اللقاء أو الحفل ليومين متتاليين. هل تصدقون أني سمعته ذات يوم يبرر عدم وجودكم بذهابكم لإنهاء معاملة مواطن مُقعد في إدارة أخرى لا علاقة لكم بها. ما جعلني حينها أضع ذلك العذر في جعبة أعذار "التصريف" الأخرى أني أصادف كل صباح ذلك مُقعداً واقفاً أمام باب مكتبكم المغلق، بانتظار توقيع معاملة لم يعطل دوران عجلتها سوى غيابكم! كأن الفضول يقتلني يا سعادة المدير بسكين سؤال: ما سبب صومكم اليوم عن الخروج من إدارتكم للحاق بأحد اجتماعاتكم الوهمية؟! لكن يبدو أني قرأت إجابته قبل أيام بين سطور خبر قيام أمير منطقة الجوف بزيارة لمكتب العمل والعمال هناك، وحدث أن صادف عدم وجود مدير المكتب لحضوره اجتماعا في الغرفة التجارية، فكتب الأمير على مكتبه معاتباً "حضرنا ولم نجدكم". فاستنتجت من ذلك أن "أم الركب" بدأت تدب في مفاصلكم وبقية زملائكم مديري الإدارات الحكومية الأخرى خوفاً من زيارة مفاجئة لمسؤول أعلى! صحيح أن سكرتيركم سرق فرحتنا بتواجدكم عندما رفض دخولنا عليكم لتوقيع معاملاتنا المعطلة. لكن ذلك لن يمنعنا من أن نبعث لكم بهذه القصاصة معنونة ب"حضرنا ووجدناكم" كون غيابكم هو الصفة السائدة! إمضاء: مواطن واقف على بابكم!