في ظل التطور المستمر للشبكات المعلوماتية والإنترنت، أستغرب تراجع بعض جامعاتنا في تعاملها مع بعض المعاملات الخاصة بطلابها، ومن ضمنها معاملة إخلاء طرف. هذه المعاملة التي لا تحصل عليها إلا بعد عدة تواقيع في أكثر من إدارة في الجامعة، أشبه ما تكون بسباق جرى لا ينتهي إلا والمتسابق يئن من فرط الإرهاق والتعب. الطالب يمر بهذه المعاملة على جميع إدارات الجامعة، كي يحصل على توقيع المسؤول الذي ربما يصادف أن لديه اجتماعا، أو أي عذرٍ يجعلك تنتظر الساعات الطوال للحصول على توقيع ذلك المسؤول في تلك الإدارة. جامعات دفعت ملايين الريالات لمواقعها الإلكترونية، ألا تستطيع أن تدفع بضعة آلاف لإنشاء شبكه معلوماتية بين إداراتها ؟ من المفترض ان يكون بإمكان صاحب معاملة إخلاء الطرف الحصول عليها من موظف مختص لديه جهاز حاسب آلي مرتبط بجميع الادارات، ليتأكد من عدم مطالبة أي إدارة للطالب بأي متطلبات، وعندما يجد أحدها فلا مانع من أن يوجه الطالب إلى الذهاب إلى الإدارة التي لم يخل مسؤولياته منها قبل التوقيع له بإخلاء الطرف. أحد الأصحاب يقول لم أر في حياتي سكن الطلاب بالجامعة إلا في اليوم الذي بدأت فيه بمعاملة إخلاء الطرف، فقد ذهبت مشياً على الأقدام في مبنى يبعد الكثير عن كليتي في جوٍ حارٍ جداً، حتى أحصل على توقيع مدير السكن، رغم أني لم استلم سكناً!. و لم احصل على توقيع إخلاء الطرف من سكن الجامعة الذي لم اسكنه، إلا بعد انتظار أكثر من ساعة في مكتب المدير لعدم وجوده. لو كان هناك ترابط بين كافة كليات ومرافق الجامعة بشبكة معلوماتية لما اضطر صاحبنا إلى تكبد العناء وانتظار الساعات للحصول على توقيع واحد من أصل سبعة أو ثمانية في عدة مبان مترامية الأطراف، فمن المكتبة إلى السكن إلى القبول والتسجيل ....الخ. أيها المسؤولون الكرام في جامعاتنا، معاملة إخلاء الطرف هي الختام فاجعلوا ختامها مسكاً، ولا تجعلوا من معاملة إخلاء الطرف عبئاً ثقيلاً على الطالب يتكبد الكثير من المشقة من اجله.