«تعرف المدير من سكرتيره»، «السكرتير مرآة تعكس صورة المدير»، «إذا كان هذا السكرتير وشلون المدير»، مصطلحات تعارف عليها الكثيرون ضمنا، ومبعث هذا الاعتقاد أو الاستنتاج أن السكرتير يمثل المدير ولسان حاله في كل تصرفاته وسلوكياته كونه لا يخرج عن إطار تعليماته ودائرة توجيهاته وقراراته. الجدير بالذكر أنه ليس من الإنصاف أن نحكم على المدير من خلال تصرفات وأفعال سكرتيره، فالسكرتير ليس بالضرورة أن يكون نسخة طبق الأصل من مديره، فقد يكون على النقيض منه سلبا أو إيجابا، وأضرب لذلك مثلا حصل لأحد المراجعين في إدارة ما يقول «أردت أن أقابل المدير لأعرض عليه معاملتي فمنعني السكرتير من الدخول عليه بحجة أنه مشغول، وألححت عليه متوسلا لكن دون جدوى، فطلبت منه أن يدخل بالمعاملة بنفسه ويعرضها على المدير ورفض، وما كان مني إلا أن انتظر خروج المدير من مكتبه لعلي أحظى بمقابلته ومضت ثلاث ساعات وأنا منتظر وقلت في نفسي لابد أنه فعلا مشغول، والحقيقة التمست حينها العذر للسكرتير، لكن.. اكتشفت في النهاية أن المدير غير موجود أصلا في مكتبه، لاشك كانت الصدمة كبيرة والاستياء أكبر لكن عزائي أني اكتشفت حقيقة السكرتير.. ولم أقع في سوء الظن بالمدير، ففي اليوم التالي قابلت المدير وهو يهم بدخول مكتبه ورحب بي في مكتبه بكل لطافة وأريحية وأنهى معاملتي في التو واللحظة، انتهى الموقف، كما ترون. هذا مجرد موقف وغيره الكثير تؤكد أن السكرتير ليس المرآة التي تعكس الصورة الحقيقية للمدير، فكثيرا ما تكون مظلة، وليس سرا القول أن بعضهم «السكرتير» يتصرف بشكل يفوق سلطة المدير وصلاحياته وبالطبع لغاية في نفس يعقوب، وإلا كيف نفسر أن البعض يبحثون عن واسطة أو شفاعة تقربهم من السكرتير فقط ليسهل دخولهم على المدير، ظنا منهم أن المدير صعب ومتسلط، وهذا الانطباع أخذ قياسا على سكرتيره، مع أن واقع الحال أن المدير قد يكون مثالا في أخلاقه وتعامله بل يطبق مبدأ الباب المفتوح. لست متحاملا على السكرتير ولا محابيا للمديرين فكم من سكرتير تفوق على مديره في حسن التعامل وكياسة الخلق. لكن ما يجب أن نفهمه ونعمل بمقتضاه أن المدير وسكرتيره ليسا وجها لعملة واحدة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة