خالد حمد السليمان *نقلا عن "عكاظ" السعودية المشاريع عندنا الأطول مدة والأعلى تكلفة والأسرع عطبا(!!)، لذلك لا أستغرب أن تعجز طرقنا عن استيعاب قطرات المطر أو تتحمل أوزان السيارات، فتغرق خلال دقائق من انهمار المطر أو تتحول إلى تضاريس من المرتفعات والمنخفضات والتشققات والحفر أمام حركة السيارات!!. عندما انشقت سماء الرياض أول أمس كنت في منتصف الطريق الدائري الشمالي في طريقي إلى منزلي شمال الرياض، وخلال دقائق معدودة فاض الطريق وتوقفت الحركة بسبب امتلاء تقاطعات الجسور والأنفاق، وكنت محظوظا بقدرتي على اللجوء إلى الطرق الفرعية للوصول إلى منزلي بعد ساعتين كاملتين من مراوغة مستنقعات وبرك المياه التي انتشرت في كل مكان. لقد كنت شاهد عيان على ما يمكن أن يفعله انهمار المطر خلال دقائق معدودة بشرايين الحركة في عاصمتنا العتيدة، وللأسف فإن ما شاهدته وعاينته كان فشل أعمال تصريف المياه في شمال الرياض، والتي صبرنا سنوات عديدة على إزعاج ومضايقة حفرياتها وتحويلاتها على أمل أن نستفيد منها في ملمات الأمطار، فإذا بنا نكتشف اليوم أن اختبارها لم يستغرق أكثر من ربع ساعة!! طبعا ستتحول المسؤولية إلى كرة تتقاذفها الجهات المسؤولة عن تخطيط وتنفيذ وصيانة المشاريع والطرق للتنصل من المسؤولية وتفريق دمها بين القبائل الحكومية، لكن الضحية واحد ولن يختلف عليه أحد وهو المواطن، الذي غرقت أحلامه بمشاريع تتحمل وزن آماله وطموحاته ولا تغرق في شبر ماء!!