رئيس المحكمة العامة بمكة المكرمة المساعد السؤال تعرفت على فتاة من جنسية غير جنسيتي، ودامت هذه العلاقة أكثر من سنة ونصف، وقد زنيت بها وحملت مني وأنجبت طفلاً مني.. أحسست بخطئي وأرغب في إصلاح هذه الغلطة والزواج بها، وإضافة الطفل، لكن الطفل ليس لديه شهادة ميلاد لأنها ولدته في المنزل، ولم يتم إبلاغ لجنة المواليد أو الشرطة بذلك.. أفيدوني ماذا أفعل؟ الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الواجب عليك التوبة مما حصل منك، فإن الزنا كبيرة من كبائر الذنوب، فإذا حصل من الإنسان وقارف مثل هذه القاذورات وجب عليه المبادرة بالتوبة، ومن تاب قبل الله توبته كما قال تعالى: "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" [الفرقان:68-70]. وقال تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [الزمر:53]. أما الزواج بالمرأة فإن كانت تابت من فعلتها، وأحسست الصدق منها في التوبة فلا بأس من الزواج بها، وهذا قول جمهور أهل العلم، أما استحقاق الطفل فقد ذهب جمع من المحققين أن من استلحق ولده من الزنى، ولم تكن أمه فراشاً لزوج لحقه نسبه، وهو قول قوي. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.