نعيش في سنواتنا الأخيرة تسابقا في توالي المستجدات التقنية و الإعلامية وغيرها و المتخمة بالمضامين السلوكية والفكرية , وبالتالي تغيرا كبيرا في كثير من الأعراف والمفاهيم الاجتماعية. وقد ولدت تلك المستجدات ضغوطات هائلة على أفراد المجتمع , جعلت البعض في لهاث محموم خلفها حتى لا يشعر بالتخلف عن زمانه و مجتمعه ؛أو هكذا يظن,دون أن تمر تلك الممارسات على الميزان الشرعي. وجعلت آخرين في عزلة منهجية و فكرية, حفاظا على القيم وتمسكا بالمنهج, والنظر دائما بريبة لكل ما هو جديد؛بل خَلقُ صراع نكد بين مفاهيمه الخاصة والمنطلقة في أحايين كثيرة من طبيعته الشخصية وبين كل ما هو جديد باسم الدين. حيث أن البعض يميل كثيرا ويرتاح للعيش وفق نمط محدد قد اعتاد عليه على صعيده الشخصي, يتمنى لو توقف به الزمان وتوحد المكان , وعندما يتعلق الأمر بصراع الحرمة والجواز على وافد جديد فإنه يميل وفق طبيعته – شعر بذلك أم لم يشعر – إلى المنع والتحريم متوهما أن موقفه هذا من منطلق شرعي بحت. وآخرون تكون أحكام الفساد و الإفساد جاهزة لديهم لإلصاقها بكل ما هو جديد ولكل من يقف خلفه مبررا أو مستخدما, عائد ذلك أساسا لاتسامهم بحدة في الطباع ,وعجلة في الأمر, ونزق في المواقف,حاملين راية الدين في معركة لا ناقة للدين فيها ولا جمل. لا ينقص الكثير منهم الغيرة و لا صدق النية؛غير أن التجرد من الميول و الأحكام المسبقة مطلب في التحريم كما هو في التحليل