المجيب فضيلة الشيخ/ سلمان بن فهد العودة السؤال أحب الإسلام وأهله ....أحب رسول الله وصحبه منذ نعومة أظافري، وأنا أواظب على الصلاة في المساجد، أحسب نفسي داعياً من الدعاة إلى الله، جلست في حلقات كثيرة، كونت حلقات كثيرة، درست كتاب (فتح المجيد) وكتاب (الإيمان) لمحمد نعيم ياسين في العقيدة، درست ودارست كتاب (الرحيق المختوم) لكثير من الناس، وحفظت نصف القرآن الكريم، حسبت نفسي من أهل الإسلام وأحببتهم من صميم قلبي، أشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن لا رب ولا معبود بحق إلا الله، وأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وأنه الخبير والعليم، وأنا مؤمن بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره، عايشت قضايا المسلمين في أنحاء العالم، تحسرت لما يلاقيه إخواني في فلسطين، حزنت لمأساة الشيشانيين، بكيت وكتبت لإخواننا في البوسنة والهرسك، تألمت لكوسوفا كثيراً، واليوم أبكي لأفغانستان الحبيبة، هذا ما أشعر به، وحتى الآن أنا على عقيدة أهل السنة والجماعة، ولكن كلما جلست على الإنترنت طاوعت نفسي وسارعت لفتح المواقع القذرة، لا أدري لماذا أفعل هذا؟ مع أني متزوج، وأحب زوجتي كثيراً، وهي لا تقصر قيد أنملة معي؟ ولكن الشيطان سيطر عليّ، ويستدرجني دائماً إلى هذه المواقع، وبعد أن أنهض عن الجهاز أستغفر الله، وأعاهد نفسي على ألا أعود مرة أخرى إلى هذه الأعمال القذرة، ولكن مرة أخرى أعود إليها وكأني لم أتب، أرشدوني، ادعوا لي بالتوبة النصوح .. انصحوني .. فوالله الذي لا إله إلا هو لست بمستهتر، ولست باللاهي ولا المبالي، ولكن ماذا أفعل؟ هذا ما أريده وإلا أظن أني على حافة الهاوية، ولا أستطيع أن أقول أكثر من هذا، فهل تستطيع أن تساعدني، وكيف لي بالخروج من هذا المأزق؟ الجواب الحمد لله أنت على خير كثير - إن شاء الله -، وعندك هذا الذنب، وإنما يُخشى أن يتمادى بك الأمر، ويمضي عليك الوقت وأنت مقيم عليه فيصبح عادة يصعب عليك تركها، وتدعوك نفسك إلى فعلها بمقتضى العادة والإدمان، وإن لم يكن هناك دافع آخر من شهوة أو غيرها، ولذلك فعليك بأمرين:الأول: التوبة ومجاهدة النفس عليها، وكلما وقعت فتب، وكلما عثرت فقم، ولا تيأس ولا تملّ؛ فإن الإنسان ما دام على قيد الحياة فهو محل للمجاهدة، والله –تعالى- يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.والوسائل المعينة على التوبة كثيرة، منها: تذكر الموت، وتذكر الآخرة، واستشعار الرقابة الإلهية والحياء من الله.الثاني: التكفير بالأعمال الصالحة، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وفي الحديث "إذا أسأت فأحسن" رواه أحمد (21573) من حديث أبي ذر – رضي الله عنه –، والحاكم (184) من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما -، وفي لفظ: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" رواه الترمذي (1987)، وأحمد (21354) من حديث أبي ذر – رضي الله عنه-.ومن ذلك: الاستغفار، والصلاة، وقراءة القرآن، وصحبة الأخيار، والدعوة، والعلم ونشره، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وغير ذلك من خصال الإيمان وسننه وشعبه، والله الهادي.