ي ظهيرة هذا اليوم استقبلت جامعة "تل أبيب" نائب الرئيس الأمريكي وقد بدا عاشقا يتغزل بمعشوقته "إسرائيل"في حديث حميمي متدفق , تحدث عن حب والده لهذا الكيان وتعاطفه المطلق معه,وعن وصاياه لابنه ,حتى بدت معشوقته تجري في دمه,على حد وصف العاشق "جون بايدن",ثم غاص بعمق وهو يسرد أدق التفاصيل عندما كان شابا قبل أربعين عاما في حضرة "جولدا مائير"وكأن ذلك المجلس كان بالأمس متذكرا كل ما أحاط به من شخوص و أحاديث دارت بينه وبين "مائير" التي ركزت في حديثها لضيفها عن طموح الأمة وعن الأعداء العرب "الذين لم يقروا آنذاك بحق "إسرائيل" في الوجود"قالها بايدن معقبا. هكذا واصل حديثه باستسهاب وحبور وهو يعبر عن مدى حبه الكبير لهذا الكيان منذ كان طفلا صغيرا في معية والده ,حتى شب وأصبح سيناتورا يتبنى كافة المواقف "الإسرائيلية" وحتى الآن"نائبا للرئيس". لا أخفيكم أن شعورا بالمهانة والغضب تملكني حتى رميت بالريموت بعد أن أقفلت جهاز التلفزيون دون أن أكمل اللقاء.. لاشك أنه يعلم أن هذا اللقاء مختلفا عن لقائه "بمائير" قبل أربعين عاما؟ يعلم أن معظم القنوات تقوم بنقل كلامه وبشكل مباشر؟ و يعلم أنني كعربي مسلم أشاهده الآن؟ بل الرؤساء والحكام العرب والمسلمين؟ ألهذا الحد أصبحنا أهون عليهم من الذر؟ أهذا كلام وشعور من يمثل دور الوسيط النزيه في الصراع؟ أليس من السخف أن يظل السلام خيار استراتيجيا؟.. هكذا تدافعت الأسئلة في ذهني..فتذكرت أننا غثاء كغثاء السيل لا أكثر.