تثار باستمرار كثير من المطالب المبطنة بالأدلجة المعتقة ذات الصبغة المجتمعية مع كل مناسبة وبدونها ,لتتحول إلى صراع بين فريقين ,وقد باتت هذه القضايا الساخنة حديث الجميع. ولي مع المطالبة " بافتتاح دور للسينما" وقفات: يثار هذا المطلب في مجتمع مسلم بكافة شرائحه يستظل بظل حكومة مرجعها الشرع الحنيف كمصدر أول للتشريع, وبالتالي فالحوار حول وجود السينما يجب أن لا ينفصل عن بعده الديني ,والسؤال هنا: هل وجود السينما يتضمن بالضرورة انتهاكا للمحرمات؟ سفور النساء ,والمشاهد الساخنة ما بين الرجل والمرأة , والموسيقى,هو شيئا مما تقدمه السينما.وحكم ما سبق –أبعضه على الأقل- معلوم تحريمه,إذا فالمطالبة بافتتاح دور للسينما لا تتضمن فعل المحرمات وحسب؛بل المجاهرة بها ,وفعلها – وهنا المنزلق – بشكل جماعي ! وعندما يصل المجتمع المسلم أو شريحة منه بالأحرى إلى السعي والمطالبة بالمحرم وإظهاره ونشره و شرعنته ففي ذلك خلل كبير في المنهج وخطورة على الجميع لا تخفى. لقد لعن الله بني إسرائيل لأنهم " كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه" وإذا كان بنو إسرائيل لعنوا لأنهم لا يتناهون ,فكيف سيكون حالنا ومنا من يتنادون لفعل المنكر؟! كلي أمل أن يفطن الطيبون لخطورة هذا المطلب ومدى فحشه فلا يتورطوا فيه وأمثاله من المحظورات المركبة ظلمات بعضها فوق بعض.. وأما من غاية مناه أن ينفسخ المجتمع من هويته ودينه ليبقى الشرع منزويا في مكان قصي يذهب إليه من يريده:فمعذرة إلى ربكم ولعلكم تتقون.