ما إن جَلْجَلَ الشيخ (محمد العريفي) بصوت الحقّ، مُدَوِّياً في فضاءات العالَمَيْن العربيّ والإسلاميّ.. حتى اجتمع القوم على قلب فضيحةٍ واحدة، فظهروا على حقيقتهم، من غير تَقِيَّةٍ ولا باطنية، ولا مواربةٍ أو مراوغة!.. الأبواق حاولوا، وما يزالون يحاولون، أن يكونَ صراخهم على مستوى شدّة الألم، فالحقائق من هذا النوع تكون –عادةً- جارحةً فاضحة، وذلك في سياق عملية تعريةٍ لباطل، طالما حاول الباطنيون تزيينَه أو إخفاءه أو التستّرَ عليه أو التترّسَ به. * * * انظروا إليهم كيف تَدَاعَوا، ثم تلاحمت صيحاتهم وصرخاتهم بِلُحمة باطلهم، لتملأ الأرض جعجعةً وسوءاً، ونفاقاً لم يعد خافياً على أولي البصر والبصيرة: - أدوات الاحتلال، الذين جفّت فيهم كل عروق الحياء التي يخلقها الله عزّ وجلّ في البشر.. يؤكِّدون وهم يتربّعون على كراسيّ الحُكْم الأميركو-فارسية، في عاصمة الرشيد.. يؤكِّدون ولاءهم المزدوج، لِدَجّالي العصر القابعين في البيت الأبيض الأميركيّ والبيت الأسود الفارسيّ.. وهما البيتان اللذان يُفَرِّخان روافد الطابور الخامس وعناصره، الذين يعيشون بين ظهرانينا!.. - والمجَعجِعون الباطنيّون، من أنسال (طهران) المزروعين في بلادنا، الوَلِهون ب (خُمْسِ) خامنئي والسيستاني، وأبطال (غزوة) مقبرة البقيع الشهيرة.. ملأوا الدنيا فحيحاً، ليس ولاءً للوطن الذي يؤويهم وينعمون بخيراته، بل للمتسلِّلين من ثغراته بأمر الوليّ الخفيّ، الذي يبايعونه على الطاعة العمياء لمقتضيات تصدير (الثورة الخمينية)، بكل ما تحتضنه من انحرافاتٍ وعدواناتٍ على الرِّقاب والدماء والأرواح والأعراض والبلاد والثروات!.. - والمجاهدون!.. الصالحون!.. المتَصَدّون الصامِدون!.. الممانِعون!.. المرابِطون!.. المنتَصِرون على (إسرائيل) في كارثة تموز 2006م!.. أولياء المال الطاهر!.. أعداء أميركة والصهاينة!.. من حزب (حسن نصر الله) اللبنانيّ، لم يجدوا بأساً من الانتصار –بكل ما أوتوا من وقاحةٍ- لسيِّدهم الفارسيّ الصفويّ، المختفي في أحد سراديب النجف المحتلَّة، والمستعصِم بما بين يديه من تعويذةٍ سحريةٍ للإمام المعصوم الثالث عشر: (بول بريمر).. التي يتلوها بقراءة (البيت الأبيض) ولَحْن (قُمٍّ وطهران)، وفق تعاليم (الحوزة الزينبية) المحَسّنَة، المستحدَثة في دمشق، خِصّيصاً لحجّاج بيت (الوليّ الفقيه) الفارسيّ، ومُواطنه الحليف (القديم-الجديد): آية أميركة!.. - أما أولئك العَلمانيون الليبراليون، الذين لا (يَهِشّون) ولا (يَنِشّون)، لكنهم ينتفضون مع كل فتنة، ويصطفّون إلى جانب أعداء الأمة مع كل فضيحة، ويحاولون اقتناص قُرصٍ في كل عُرس.. أما هؤلاء، فهم يُبَرهِنون في كل مناسبة، بأنه لا مانع لديهم، من أن يتخلّوا عما يزعمونه من العلم والعصرنة والحداثة والعقل المنفتح الحضاريّ، لصالح سراديب التخلّف والظلام والهيئات المنسيّة من العصور الوسطى في عالَمنا الحاضر.. بشرطٍ واحدٍ فحسب، هو أن تكونَ كل هذه (الجُرسة) موجّهةً ضد الإسلام والمسلمين، ومفتِّتةً لشعوبنا وأوطاننا.. حتى لو كان دون ذلك هلاك الحرث والنسل، وإبادة الزرع والضرع.. في هذه الأوطان التي يعيشون بدفئها وينعمون بخيراتها، ويتسلّطون فيها على الصحافة ووسائل الإعلام!.. * * * تعساً لكل صفوف الطابور الخامس، الذين كشفوا عن وجوههم بشكلٍ سافِرٍ شديد الوضوح، بعد أن هزّهم غِربال (الشيخ العريفي)، فتطايرت عن وجوههم كلُ الأصباغ والرتوش التي طالما أخفوا حقيقتهم بها، فظهروا اليوم عُراةً لن تستطيع –بعد الآن- كلُ أوراق التين في الأرض.. أن تَسترَهم!.. فهل سيستوعب أصحابُ الأمر والقرار هذه الحقيقةَ الدامغة؟!.. فيتّخذون مواقفَهم، ويرسمون سياساتهم الداخلية والخارجية، بما يحمي أوطان العرب والمسلمين، من (إنفلونزا) الحِلف الجديد لعناصر لطابور الخامس، المستوطِن بين ظهراني أمّتَيْنا: العربية والإسلامية؟!..