من القضايا الساخنة التي شغلت المجتمع السعودي سنوات طويلة وما زالت حتى هذه الساعة قضية قيادة المرأة للسيارة رغم أن نظرة المجتمعات الأخرى لمثل هذا النوع من القضايا تختلف تماما ،فقيادة المرأة للسيارة أمر متروك في كل الحالات للرغبات الشخصية والتي تنبع من المرأة نفسها وأسرتها والحاجة والضرورة القائمة لا الترف والتباهي ..وتؤكد مجتمعات متقدمة على حق المرأة في قيادة الدراجة والسيارة والباخرة والطائرة تماما مثل الرجل. في بلادنا قادت المرأة السيارة لكن ليس في المدن بل في الصحارى القريبة من المدن أو ما نسميها "البر"..وكانت المرأة السعودية البدوية وما زالت حتى اليوم تقود سيارتها تجوب بها الصحارى تتابع أعمالها.. وتشرف على الرعاة.. وتجلب الماء بسيارة "الوايت".. وعند الرحيل من مكان لآخر تقود سيارة "اللوري" الكبيرة يرافقها بقية أفراد الأسرة دون أن يجرؤ ضعيف نفس على الاقتراب منها.. وتمارس القيادة يوميا دون أن تجد نفسها مضطرة للحصول على رخصة أو إذن من المرور فالفضاء الرحب وطيبة أهل الصحراء وغياب العيون المتربصة تسمح لها بالتحرك في كل اتجاه. وعلى النقيض تماما لا تتوافر للمرأة في المدن أي مساحة من الحرية في قيادة السيارة.. لذلك يلجأ بعض النسوة لممارسة قيادة السيارة بصحبة عائلاتهن في المناطق القريبة من المدن.. وإن كنت من سكان العاصمة الرياض فستشاهدهن أثناء خروجك للنزهة يقدن السيارات في نطاق المخيمات المنتشرة في الطوقي والتنهات والصمان والشوكي وغيرها.. ولا تلقى تلك الممارسات أي اعتراض من الأهل مما يدل على أن موانع السياقة ليست دينية ولو كانت كذلك لبادر الأهل لمنع بناتهم. في المدن ما زال الجدل محتدما بين مختلف الأطياف حول جدوى قيادة المرأة للسيارة فبين من يرى ضرورتها إلى من يعارضها بشدة وهناك من يطرح رأيا معتدلا بالقبول بها كبديل للسائق الأجنبي وبضوابط تحكمها حتى لا يساء استخدامها.. وبين تلك الأصوات لم نسمع رأي صاحبات الشأن في قضية تخصهن.. وهل ممارسات بنات المدن لقيادة السيارة في الصحراء مؤشرات على موافقتهن..أم إنهن يتدربن فقط ليكون لديهن الاستعداد في الحالات الطارئة؟