الأحرف الثلاثة الأجنبية هي اختصار لقولهم:frequently asked question. ترجمتها (أسئلة متكررة). أسلوب لتعريفك بالمنتج أو بالخدمة. جمعها أصحابها من أفواه عملائهم وهي تمثل أهم ما يحتاجه العملاء للاستفادة من المنتج أو الخدمة. يصادف كثير من الكتاب في المملكة أسئلة متكررة شبيهة بذلك. تبلورت هذه الأسئلة وتشكلت على هامش الجدل بين الكتاب وبين المتشددين ومن يلحق بهم من المحافظين. يطرحها المتشددون لدحض حجج الكتاب. أسئلة تلبس ثوب المنطق والعقلانية؟ تبدو مسكتة كما يقول التعبير الشعبي. قراءة هذه الأسئلة بشكل متأنٍ سوف تسهم في معرفتنا بالكيفية التي تركب بها الأسئلة. ويمكن أن نتعرف منها على تأثير المحتوى الثقافي على العقل واستبداد الأيدلوجيا بعملية التفكير وأثر العزلة الطويلة على ملكة النقد عند الإنسان. من هذه الأسئلة: هل ترضى هذا على زوجتك أو أختك أو بنتك؟ سؤال يردده المتشددون باستمرار. تنبأتم بالموضوع الذي يخلق هذا السؤال. الاختلاط، سفر المرأة وحدها الخ. محوره الشرف، حماية المرأة، حماية المجتمع. هل سواقة المرأة هي أكبر همنا أليس لدينا قضايا أهم؟ يثار هذا السؤال أيضا عندما يقترح أحد فتح دور سينما أو مسرح الخ. سؤال متصل بالأولويات. يظهر أن صاحبه لا مانع لديه من المطالبة بفتح سينما ولكن الأمر بالنسبة له يجب أن يتأخر مفسحا الطريق للأولويات. هل سألتكم المرأة أو طلبت منكم التحدث باسمها؟ لماذا تتحدثون عن قضاياها؟ أليس لها لسان؟ يطالب هذا السؤال بألا يتدخل الكتاب في شؤون المرأة. المرأة إنسان ومتعلمة وتعرف كيف تطالب بحقوقها فلماذا يتدخل الرجال ويطالبون بالنيابة عنها. سؤال يبدو منطقيا. سنكشف منطقيته عند الإجابة عليه. انظر إلى الدول الإسلامية التي أباحت السفور والاختلاط وقيادة المرأة للسيارة هل تقدمت هذه الدول؟ هل أصبحت من الدول الكبرى؟ سؤال عظيم ومحرج. يربط هذا السؤال المطالبة بسفور المرأة بالتقدم ثم يقدم أدلة تدحض هذا الارتباط. لماذا تتحدثون في أمور الدين لماذا لا تتركون أمور الدين للعلماء؟ هل يجوز لأحد أن يقوم مقام الطبيب ويتحدث نيابة عنه؟ منطقية هذا السؤال تكمن في الاختصاص. عط الخباز خبزك ولو كل نصه. إذا كنتم تتهمون مناهجنا بتفريخ الإرهابيين لماذا لم يصبح كل الطلاب إرهابيين؟ صحيح إلى حد كبير. النتائج التي تقدمها مخرجات التعليم تدحض رقميا كل الاتهامات التي وجهت لمناهجنا. سؤال يتوسل الإحصاء لإثبات منطقيته. عدد الإرهابيين السعوديين عبر التاريخ ألوف قليلة بينما عدد طلابنا بالملايين. لماذا تقاومون المجتمع وتقفون في وجهه؟ أنتم أقلية وليس من حق الأقلية أن تفرض رأيها على الأكثرية؟ سؤال كثيرا ما يواجهه الكتاب الذين يطالبون بالتغيير. سؤال يثير الإعجاب إذا آمنا بما قام عليه من حقيقة. تقول حقيقته: الكتاب ينتسبون فكريا إلى أقلية أما أغلبية المجتمع فترفض ما يطرحه الكتاب. أرى والرأي للجميع أن هذه هي أهم الأسئلة التي يلقيها المتشددون عند احتدام الجدل حول التغيير الاجتماعي. سنبحث فيها ابتداء من يوم الاثنين القادم.