تركي الدخيل - نقلا عن الوطن السعودية أحياناً يغلب التقييم الشعبي، على التقييم المهني، وبالأخص حينما تكون معاييرك صارمة، كأن تكون كاتباً أو إعلامياً. ويبدو خالد هلال المطيري، رئيس تحرير جريدة (الجريدة) الكويتية، والأمين العام السابق للتحالف الوطني الديموقراطي (أحد تحالفات الليبراليين الكويتيين)، قد أخذ من أصوله القبلية فن المواجهة والقتال وفنون الكر والفر، ليبدو حربة في وجه ما يصطلح على تسميته (طلبنة الكويت)، أي قيادة المجتمع الكويتي بمعايير طالبان، الذين باتوا وتوجههم وصمة يُنفر الناس بها. خصوم المطيري صنفوه شريراً يحيك الأحابيل ضد الدين والإسلام، من خلال جريدته، لكنه ينفي كل هذه التهم بشدة، معتبراً (الجريدة) ضد الفساد وليست موجهة لمحاربة الإسلاميين، وإن لم ينكر خالد هلال أن صحيفته يغلب على كتابها الاتجاه الليبرالي، لكن ذلك التوجه لم يكن موجهاً بشكل حاسم للانتصار لتيار على تيار آخر، وإنما كان الهدف الرئيس للتمكن من هزيمة الفساد في بلد يمارس الديموقراطية منذ نصف قرن. خالد هلال هو من ضمن الكتاب الذين صنفوا قبل أن يقرأ الناس لهم، وما أكثر هؤلاء الذين نصمهم بانتماءات ونحيلهم إلى ولاءات هم منها براء، وذلك لعجز فينا ولقصور في ذواتنا عن أن نتمكن من القراءة والاطلاع على كتابات من نودّ تقييمه أو الحكم على منجزه الصحفي أو المعرفي أو الإعلامي، ولن أبالغ إن قلت إن الأحكام على الآخرين في العالم العربي تتم في الأعم الأغلب من دون قراءة، أو بالوكالة حتى. يرى هلال، ضيف (إضاءات) ظهر اليوم الجمعة في قناة العربية، أن التحالف الوطني الديموقراطي أسس بسبب تشتت التيار الليبرالي في الكويت غير أن محاولة تحويل التيار الليبرالي إلى تنظيم فشلت حتى الآن، وهذا لا يمنع من تكرار المحاولة برأيه. يضيف: أن التيار الليبرالي يتعرض لهجوم سياسي مدفوع لتحطيمه خاصة وأن التيار اليوم في مواجهة حادة مع السلطة وأنه بدأ بالفعل في لملمة صفوفه وطرح القضايا الوطنية الجادة. يعود خالد هلال ليأخذ موقع مقاتل الساموراي من جديد، عندما يقال له إن تحالفكم أسس لمواجهة الإسلاميين، فلا يتردد في القول: إننا نحارب ما يقسم المجتمع الكويتي، ملمحاً إلى الفرز على أساس ديني أو مذهبي، ومشددا على تعزيز الوحدة الوطنية، ومبدأ سيادة القانون.