منعت السلطات الكويتية، مساء أمس، الكاتبة السعودية الدكتورة بدرية البشر، من دخول الأراضي الكويتية. وكانت البشر متوجهة إلى الكويت لتوقيع كتابها «تزوج سعودية»، في معرض الكتاب الدولي المقام حالياً في العاصمة الكويتية. وقالت البشر، في اتصال هاتفي ل»الشرق» معها خلال وجودها في مطار الكويت، إنها كانت مدعوّة من قِبل المجلس الوطني للثقافة لحضور حفل توقيع الكتاب يوم غد (اليوم الجمعة)، إلا أن سلطات أمن المطار منعتها من الدخول، بأمر من وزارة الداخلية الكويتية، طبقاً لقولها، موضحة أنها لا تعرف سبب منعها، وأنها فوجئت بهذا القرار. وأضافت أن سلطات أمن المطار احتجزتها أكثر من خمس ساعات، وأنها أمضت تلك الفترة في قلق، حتى تم تغيير حجوزات عودتها إلي دبي. وطالبت البشر وزارة الداخلية الكويتية بنشر التقرير الذي بموجبه مُنعت من الدخول، مؤكدة أن هذا حقها، ومن حق القراء الذين سيأتون لحضور حفل توقيع الكتاب. وقالت «من المعيب جداً أن يتم التعامل مع المثقف كمجرم يُمنع دخوله دون إبداء الأسباب». ومن جانبه، قال رئيس تحرير جريدة «الجريدة» (تكتب فيها البشر مقالاً أسبوعياً) خالد هلال المطيري: «تفاجأنا.. ونحن ككويتيين نشعر بالخجل من هذا القرار الذي سيعيد الكويت إلى الوراء، بعد أن كانت تجربة رائدة في الديمقراطية»، موضحاً أن «مثل هذه القرارات، التي تمنع الكتاب من دخول الكويت بين حين وآخر، ما هي إلا قرارات ارتجالية، وغير مسؤولة». وتابع «حاولنا معرفة السبب، فلم نجد أي جواب لدى الداخلية، علماً بأن البشر كانت في الكويت مطلع شهر يناير الماضي، ولم تأتِنا أي ملاحظات حول مقالاتها أو كتابتها في الجريدة». يُذكر أن رواية «هند والعسكر» مُنعت من البيع في معرض الكويت الدولي للكتاب، ومازالت ضمن قوائم الكتب الممنوع تداولها في الكويت، رغم فسحها ووجودها في المملكة العربية السعودية. وأصدر أمين عام التحالف الوطني الديمقراطي الكويتي خالد الخالد، بيانا قال فيه، إن منع البشر من دخول الكويت دليل آخر على أن مفهوم حرية التعبير في الكويت مجرد «حبر على ورق». وقال النائب السابق، صالح الملا، إن هذا القرار إضافة جديدة لانتهاكات مستمرة لحرية الفكر والتعبير. فيما أكدت جمعية الخريجين الكويتية «رفضها الشديد» لقرارات الحكومة «المتكررة» في منع دخول الكُتّاب والمثقفين، وآخرهم الدكتورة بدرية البشر.