ليس غريباً أن نأخذ الدروس العملية من كرة القدم خاصة عندما لا نجد لها أمثلة في المناهج.فمدارسنا خاوية من دروس إدارة الأزمات وتحويلها إلى نصر.وبالتأكيد لن نجد فيها درساً عن صناعة الشخصية.لذلك جاء فوز فريق الاتحاد على الفريق الياباني ناجويا غرامبوس في جدة وفي اليابان أيضاً مثالاً بديلاً لأولادنا وبناتنا يتعلمون منه الإصرار والعزيمة. في نفس الوقت يجعلنا نلتفت إليهم ونقول:لا تستسلموا للإحباطات التي أمامكم ولا تجعلوها عقبة أمام طموحكم. كل المؤشرات كانت تؤكد على خسارة فريق الاتحاد في مباراة جدة خاصة بعد دخول الهدف الثاني في مرماه.ولكن بعد بداية الشوط الثاني ، قلب الاتحاد المؤشرات فجاء الفوز كبيراً. لم يفعل لاعبو الاتحاد شيئاً خارقاً للطبيعة.. ولكنهم طبقوا النصيحة البسيطة التي نسمعها كل يوم ولا نطبقها ولو للحظة واحدة. وهي الثقة بالنفس وعدم الإستسلام للإحباط ومن ثم العمل بإصرار وعزيمة.وفي مباراة اليابان لم يركنوا إلى النصر السابق بل أستثمروه فعزموا على تحقيقه ثانيةً. قد يستغرب أحدهم من محاولة إيجاد علاقة بين الفوز في ( كرة القدم ) بصناعة مستقبل الشباب ، لكن إذا تصورنا كيف استطاع الشباب بعزيمتهم وإصرارهم من تحويل الهزيمة إلى نصر، فإنه بالإمكان نقل هذا المثال إلى شتى مناشط الحياة التي تواجه أبنائنا وبناتنا . فهؤلاء يحتاجون منا الوقوف بجانبهم ليواجهوا الإنتظار الطويل للوظيفة على سبيل المثال برفع معنوياتهم .. والثقة في أنفسهم وفي قدراتهم. شبابنا في أمس الحاجة إلى هذه الثقة ونحن نبخل بها عليهم وإذا أعطيناهم إياها لا نعرف كيف نحاسبهم بها. لذا من محاسن الصدف أن يأتي هذا الفوز بعد شهر وعدة أيام من إنتهاء برنامج خواطر الشقيري ليؤكد أن البركة في شبابنا إذا أستطعنا نقلها من القدم إلى العقل. ومن محاسن الصدف أن يتكرر الفوز في اليابان ليؤكد أن أولادنا على قدر التحدي ولعل الايميل الجميل الذي أرسلته إحدى المجموعات البريدية يوضح أن شبابنا في أمس الحاجة لهذه الثقة وليس للاحباط. يقول الايميل أن التلفزيون الياباني أذاع : تعلموا ياشباب، تعلموا الاصرار تعلموا بذل اقصى جهد .. تعلموا العزيمه من (موهامد نور) أخوكم اهمد نامورشقيري ياما. [email protected]