درس آخر تقدمه لنا اليابان في لعبة كرة القدم، عندما أعلنت رابطة الدوري الياباني عن تخصيص طائرة خاصة لنقل ممثل اليابان في الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا في النسخة الحالية. الرابطة لا يهمها هوية الفائز من مباراتي ناجويا جرامبوس ومواطنه كاوازاكي فرونتالي في الدور ربع النهائي، بقدر ما يهمها تسهيل مهمة ممثل اليابان للفوز بلقب البطولة للمرة الثالثة على التوالي، وتمثيل اليابان في كأس العالم للأندية 2009 في أبو ظبي. ولانها اليابان فقد استعدت للمواسم المقبلة – منها الموسم الحالي - باجندة مثالية بحيث لا تؤثر في مسيرة وأداء الدوري الياباني، وايضاً لا تؤثر في ممثليها بدوري أبطال آسيا، وهي رغبة يابانية لاستمرار التطور الكروي، وعدم الاكتفاء بما وصلت اليه. ولأنها اليابان فقد استفادت من الافكار التكنولوجية في تلافي الاخطاء وضياع الوقت، فمسألة الاستعانة بطائرة خاصة ليست ببدعة جديدة على العالم، خصوصاً وطننا العربي، لكن ماهيات استخدامها هي المسألة المهمة لديهم، فمثلاً عندما نتحدث عن استخدام الطائرة الخاصة، فالرابطة تسعى الى المحافظة على اجندتها ووقتها الزمني بعيداً عن التأثر، في الوقت نفسه هي تشارك ممثليها همومهم ومشكلاتهم، لايجاد مخرج مناسب لكلا الطرفين. ما يحدث عندنا هو العكس تماماً، فأغلب اتحادات وروابط المسابقات لا تشعر بمسؤولياتها تجاه ممثليها، كذلك الاندية لا تشعر باهمية استمرار المسابقة المحلية بالشكل المناسب، وكلا الطرفين يغني على ليلاه، فيصل الامر الى ان الرابطة او الاتحاد يفرض الواقع الصعب كما هو على الاندية من دون التفكير في ايجاد الحلول، والاندية تتمادى في المطالب، وتضرب على وتر «المسألة الوطنية» والمشاركة الخارجية كورقة ضغط على الاتحاد، الى ان ينتهي الامر بتأجيل أو تقديم مباريات، فيتأثر الطرفان من ضغوط المشاركات الخارجية. بالتأكيد «مشكلاتنا» مرت على اليابان، واتذكر في الموسم الماضي اشتكى جامبا اوساكا من ضغط المباريات، لكن الرابطة اليابانية نجحت في تذليل العقبات لاوساكا للفوز باللقب للمرة الثانية، واليوم تعلن عن استخدام الطائرة كسبيل للتسهيل وليس المفاخرة. لكننا الى الان لم نجد الطريقة المثلى لحل مشكلاتنا في المشاركات الخارجية، بالطبع لا أقصد استخدام الطائرة كحل، انما هو مثال ياباني واضح للتفكير في الحلول، فالمسألة في اليابان لا تعتبر شأناً يخص النادي فقط، بل انها مصلحة مشتركة ما بين الرابطة والاندية. ولانها اليابان فهي «النموذج الامثل» في القارة الصفراء، ولا يمكن ان تقارن بأي بلد في آسيا، اتساءل لماذا نكلف أنفسنا دراسة التجارب الاوروبية، بدلاً من الاستفادة من أبرز تجربة عالمية... التجربة الاحترافية اليابانية؟ فهي تستحق الدراسة لجودتها ومثاليتها في التطبيق والنجاح، والبرهان كان واضحاً ومنعكساً على الكرة اليابانية. بين قوسين - التأخير وضياع الوقت إحدى المعضلات التي نعاني منها في (غرب آسيا)... ثم نتساءل لماذا يتفوق الشرق على الغرب؟ - ترى كيف (سنتعامل) مع ممثلينا أم صلال القطري واتحاد جدة السعودي في الادوار المقبلة؟ [email protected]