تظهر بعض الأحيان تصرفات من بعض المشجعين الشباب تجاه نظرائهم من الأندية الأخرى، فيساهم ذلك في تأجيج الصراع بين الجانبين، إمّا في المدرجات، أو بعد نهاية المباريات، وهؤلاء للأسف الشديد بفعلهم هذا يسيئون لأنفسهم، وينقلون الرياضة من تنافس شريف إلى تنافس مشحون وممقوت، ولهذا فإن الحاجة إلى توجيه المشجعين ووضع اللافتات قبل المباريات وتوجيه الأندية لمشجعيها أمر مطلوب، حتى لا يكون لهذه الفئة القليلة تأثير على الغالب من المشجعين الذين هم بعيدون عن الوقوع في مثل هذه الأخطاء التي تهدم ولا تبني، نريد من المشجعين الرياضيين أن يجعلوا هذا التنافس في ميدان يسوده الحب والإخاء، والبُعد عن ما يعكر صفو هذه العلاقات بينهم، نريد أن يمد المشجع يده إلى أخيه مصافحًا، فما يربطهم أقوى من مباراة كرة قدم، فالرابط هو الدّين أقوى رابط بين المسلمين في كل مكان، فلذلك عندما يستشعر هذا الرابط وقوته يبتعد عن التعرض لإخوانه من المشجعين بالعبارات المسيئة والكلام غير اللائق، ويبتعد عن الاحتكاك بالأيدي ليكون بينهم صراع خارج الملعب لا طائل منه، والمشجعون الذين يدخلون في هذا الجانب سيكونون هم الخاسرين، لأن هناك مَن يضبط الأمن من رجال هذه البلاد المباركة ولن يرضوا بما يحدث من هذا الاحتكاك بينهم، بل إنه قد يؤدي إلى إصابات لا قدر الله، فينبغي الابتعاد عن مثل هذه الأمور وضبط النفس في مدرجات الملاعب، ومَن يجد في نفسه عدم قدرة على ذلك يبعد نفسه عن الملاعب، ويشاهد المباريات من منزله بدل الدخول في أمور لا يحمد عقباها، وأنا أتكلم بشكل عام للجمهور الرياضي الذي يميل لجميع الأندية، ولا أقصد ناديًا بعينه، فالهدف اكبر من الخوض في الحديث عن جمهور نادٍ دون غيره، بل إن الهدف أكبر وأسمى من ذلك بكثير لأنه يتعلق بالمساهمة مع الآخرين الغيورين على عدم حدوث الاحتكاكات البعيدة عن الخلق الرياضي في الملاعب، والعمل على تقديم التوجيه لإخواني الجماهير التي دائمًا ما تذهب إلى الملاعب كما يحثننا ديننا القويم على ذلك، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا)، أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام، ويقول أيضًا: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، هذه الأخوة التي ننشدها بين إخواننا المشجعين نسأل أن يوفقنا وإيّاهم لكل خير.