لعلي لأول مرة اقسم مقالي ثلاث فقرات لأهمية الموضوعات التي سأتحدث عنها في هذا الشهر الفضيل، وقد جعلت أولها عن مشهد الوفاء الذي ابهرني في مقبرة أم الحمام بالرياض من قبل مجموعة من المنتمين للوسط الرياضي تواجدوا هناك أثناء دفن والدة الأخ الدكتور خالد الدايل حارس الهلال والمنتخب سابقا والداعية حاليا التي توفيت قبل أكثر من أسبوع، حيث حضر عدد من الشخصيات الإدارية في أندية الرياض ولاعبون سابقون وكتاب رياضيون معروفون لمواساة الدكتور خالد الدايل وتمازجت ألوان الأندية مع بعضها في لحظات وفاء لزميل سابق لهم في الوسط الرياضي ابتعد عن الرياضة أكثر من تسعة عشر عام، لكنهم لم ينسوه في هذا الموقف الحزين في حياته، والحقيقة أن هذا التلاحم الرياضي ليس بمستغرب، بل أنه كان مؤكدا لحقيقة قد تكون خافية على البعض أن التنافس الشريف يجب أن يكون على البساط الأخضر أما خارجه فهم أخوة متحابون يجمع بينهم رباط أقوى من رباط الرياضة وهو رباط الدين مجسدين حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وهذا هو الرباط الأقوى الذي ينبغي أن يجمعنا في كل أمور حياتنا، وقد توالى حضورهم للتعزية طيلة أيام العزاء وشخصيا لم أكن أتوقع حضور ذلك الكم من الرياضيين لضعف الصلة بعد ابتعاد الدايل عن الملاعب سنوات طويلة نسأل الله أن يغفر لوالدته وأن يسكنها فسيح جناته، إن هذا المشهد الذي رأيته أمام عيني يبدد لغة التعصب التي سيطرت على بعض المنتمين للأندية، و تتلاشى كثيرا بل تختفي عندما يكون الأمر متعلق بمواساة احد المنتمين لهذا الوسط سواء كان في فترة سابقة أو حالية فما أجمل صفاء النفوس وهي تتعانق بعيدا عن هذه الظواهر السلبية التي تقتل روح الإنسانية لدى بعض المنتمين للوسط الرياضي. الأيتام والوحدة ونور نقلت لنا الصحف تلك المبادرة الإنسانية من نادي الوحدة المتمثلة في زيارة ودية لجمعية الأيتام بمكة ورافق لاعبي الوحدة العمدة محمود بيطار إضافة لكابتن الاتحاد محمد نور وهي مبادرة غير مستغربة من الجميع، وهي من ثمار العمل الاجتماعي الناجح في نادي الوحدة الذي يشرف عليه العمدة البيطار وفقه الله لكل خير، ولا أنسى حرص النجم الكبير محمد نور في مشاركته الإنسانية للأطفال اليتامى وإدخال السرور على قلوبهم جزى الله الجميع كل خير . جامعة أم القرى واحتضان اليتامى مبادرة طيبة من معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس عندما عمد إلى قبول ثلاثمائة طالب وطالبة من الأيتام وهي بادرة تحسب للجامعة في تفاعلها مع هؤلاء الأيتام الذين هم بحاجة إلى زرع ابتسامة قلوبهم في هذا الشهر الفضيل.