تقام هذه الأيام دورة الخليج لكرة القدم في البحرين وتشارك فيها دول الخليج، ويلاحظ أن هذه الدورة اشتد فيها التشاحن والتحديات بشكل أكثر من سابقه، وقد تسنى لي المشاركة في بعضها كإعلامي رياضي سابق في وقت مضى ولم تكن بهذه الحدة في الآراء وخصوصًا عبر الفضاء، تشاحن وآراء غير جيدة يصدرها البعض تجاه البعض الآخر سواء كبار مسؤولي الرياضة في الخليج أو اللاعبين أو الإعلاميين، وأصبحت هذه الآراء تجر البعض إلى ساحة مشاحنات جديدة ليست منطقية،خصوصًا وأن شعار الدورة هو التقارب بين أبناء الخليج لكن ما يحدث هو تنافر وزيادة العلاقات توترًا كما يحدث بين الكويت وقطر وما قرأناه عبر وسائل الإعلام من اتهامات متبادلة ليس مكانها دورة الخليج، وخرجت بالدورة عن إطارها الأخوي إلى الانقسام في الآراء وزيادة الاحتقان، واتهامات لبعض اللاعبين لبعضهم البعض ومهاترات لا يستفيد منها المتابع كما حدث بين ياسر القحطاني والهريفي وغير ذلك من الآراء التي يستغرب المتابع أن تحدث ولمصلحة من إذا كانت الدورة للتقارب، فيما بعضها يبدو تصفيات حسابات كما بين ياسر والهريفي، وكنا نتمنى أن لا يحدث مثل هذا فهما يبقيان أخوين يجب أن لا يكون تبادل التراشق بينهما كما حدث، وأعجبني النجم الكبير ماجد عبدالله وهو يخطئ الاثنين ويطلب منهما أن يتجاوزا خلافاتهما وأن هذا ليس وقت الخلافات، وأنا أزيد أن الخلافات يجب أن لا تكون بين اسمين كبيرين في الرياضة السعودية كالهريفي وياسر وفقهما الله لكل خير، وينبغي أن يسود هذه الدورات المحبة والإخاء والبعد عن هذه المهاترات التي تزيد المشكلات، وخلق اللاعبين أكبر من هذه الخلافات العابرة وأتمنى لهما كل توفيق، وما نتمنى أن يسود علاقات الرياضيين عموما في الخليج أو في الوطن علاقات الأخوة والمحبة والبعد عن ما يفرقهم ولنسر على نهج الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن الفرقة والاختلاف والمحبة بين المسلمين المؤمنين برسالته والمتبعين لنهجه والمولى عز وجل يقول (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) فهذه الآية العظيمة تدل على أهمية الأخوة الإسلامية ونبذ الاختلاف وفي الحديث يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه :"لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى هاهنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه "رواه مسلم .فالواجب على كل مسلم أن يسير على نهج الحبيب ويتخلق بخلقه ويبتعد عن الأمور التي تساهم في الفرقة والاختلاف على أمور لا تستاهل كل ذلك الخلاف الذي يجيش فريقًا ضد آخر اسأل الله للجميع التوفيق وأن يسود ما تبقى من الدورة الإخاء والمحبة إنه ولي ذلك والقادر عليه.