لم تعد بعض ملاعب الكرة آمنة خصوصا في بعض دول الخليج حيث أضحت مكانا لشغب الملاعب والاعتداءات الخارجة عن الروح الرياضية ، ولعل ما حدث في بطولة أندية الخليج الأخيرة من شغب من جماهير احدى الدول الشقيقة كما نقلت لنا وسائل الإعلام أمر مؤسف ، ويكرس لغة العنف واستخدامه في الملاعب ، وهذا أمر يخالف النهج الشرعي الذي يحث على الوعي والخلق الحسن بين المتنافسين ، وينهى عن الاستعداء بين أبناء الدين الواحد ، وهذا للأسف ما أصبح مشاهدا في بعض ملاعب دولنا المسلمة ، وقد تناقلته وسائل الإعلام أثناء لقاء مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم وفي لقاء النصر السعودي والوصل الإماراتي وكذلك لقاء قطر القطري والوصل الإماراتي ، وفي بطولة دوري آسيا تكرر ذلك من بعض الدول وحولتها الجماهير إلى شعارات استفزازية ، إن وقوع مثل هذه الأحداث وتكررها يحتاج إلى الحزم في اتخاذ القرارات والعمل على حماية اللاعبين ، وخاصة وأنها تكررت أكثر من مرة في بعض البطولات كما هو حال بطولة آسيا وبطولة الخليج للأندية ، وهذا في حد ذاته خطر ينبغي إيقافه حتى لا يتحول التنافس الرياضي إلى تصفية حسابات ، ولابد من قرارات رادعة للمتسببين في مثل هذه الأحداث لأنها تشوه التنافس الرياضي وتخدش العلاقة الأخوية الإسلامية ، وتستغلها وهذا ما يخرج كرة القدم عن مسمى التنافس الشريف ، ونتمنى أن تختفي هذه الظاهرة التي بدأت تتكرس في الملاعب لأنها تسبب الاحتقان ، والمسلم الحق هو من يستغل هذه المنافسات لتقوية الصلات الرياضية والأخوة الإسلامية فقد قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على الأخوة بين المسلمين وضرورة الاهتمام بها فعن عبد الله بن عمر أن رسول الله قال :( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ) متفق عليه فيدل هذا الحديث على أهمية التعاون بين المسلم واخيه وعدم ظلمه وإعانته في كربته ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام وسلم: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا وشبَّك بين أصابعه» لذا نأمل ألا تتحول كرة القدم إلى عداء بين المتنافسين في الملاعب وأن يكون التنافس الشريف أساسها وأن يتم إبعاد من يسعون إلى استمرارية هذا الشغب وصنعه واتخاذ قرارات تقوي العلاقة لا أن تهدمها.