خالد حمد السليمان - نقلا عن عكاظ السعودية أقسى ما يمكن أن يواجه الإنسان في الحياة هو عقوق الأبناء، فلا شيء أقسى من ذلك، إنها خيانة الأبوة وكل معانيها الحانية، هو التنكر لسنوات الطفولة التي احتضنها الأب بالعناية والحماية، وهو بكل تأكيد الخنجر الغادر الذي يسدده أقرب الناس وأغلاهم في الخاصرة!! عندما قرأت تصريح والد الإرهابي الهارب سعيد الشهري الذي يشكو فيه من تكفير ابنه له سرت في جسدي قشعريرة أشعرتني كما لو أنني أجلس وسط بركة من المياه الباردة، ما أقساك أيها الفار وأشد وطأتك على أبيك، حتى أصبحت لا تميز بينه وبين أعدائك، ولكن من عادى البشرية كافة كيف لا يعادي أباه، ومن كفر وطنا بأكمله كيف لا يكفر أباه، فمن أضاع بوصلته حتى بات لا يميز بين الحق والباطل ويتمثل له طريق الجنة بقتل النساء والشيوخ والأطفال والأبرياء ويوجه حراب جهاده إلى قلب العالم الإسلامي لن يميز اليوم بين الحد الأدنى من واجبات ومسؤوليات البر بأبيه، وتكفيره ليكون مستباح الدم والمال والعرض!! لقد استعاد الوطن أحد أبنائه من سجون غوانتنامو الموحشة ليمنحه الحرية ويلقيه في أحضان أسرته الدافئة ويقدم له كل مقومات وسبل العيش الكريم متعاليا على الجراح الغائرة فكان جزؤاه المزيد من الغدر والخيانة، وفتح الأب ذراعيه ليستقبل ابنه الشارد العائد من ظلمة الكهوف وبرودة السجون فكان جزاؤه التكفير والإخراج من الملة!! تجمع الوالد بالوطن اليوم مشاعر الألم لعقوق الابن، فكلاهما مصاب في ابنه، ومطعون في خاصرته، وما أقسى عقوق وخيانة وغدر الأبناء!! [email protected]