عبدالله ناصر الفوزان * الوطن السعودية أهنئ أصحاب تلك القناة (الدينية) بنجاحهم فيما أرادوا... فقد وجدتني أتوقف عن التنقل بين المحطات التلفزيونية وأواصل مشاهدتها باندهاش وتركيز كبير... وقد حصل هذا حين فوجئت بمشهد في تلك القناة لافت للنظر، إذ كان أحد أصحاب الفضيلة المشايخ يستعرض الأدوات التي يستخدمها السحرة والتي كان من ضمنها ديك ميت، وقد شدني فضيلة الشيخ حين وجدته يحركه بيده ويرينا رأسه ويقول إن السحرة يذبحون الديك تقرباً للشياطين لأنه (أي الديك) يرى الملائكة ويؤذن للصلوات، ثم استمر فضيلة الشيخ في حديثه المثير (الشيق) وروى فصولاً مدهشة عرض لنا فيها ساحراً وجعله يمثل أمامنا ما كان يفعله، وختم فصوله اللافتة بقصة قال إنه هو بطلها الفعلي حصلت له مع أحد السحرة... فقال إنه بعد أن أجرى تحرياته عن ذلك الساحر بعث له أحد المتعاونين وظل (أي الشيخ وليس المتعاون) يراقبه بعد صلاة العصر، وقبل أذان المغرب خرج الساحر من مقره ومعه زميله المتعاون، ودخلا في بقالة، فانتهز فضيلة الشيخ ومن معه الفرصة وداهموه في البقالة وقبضوا عليه (ليس بالجرم المشهود فلم يقل فضيلة الشيخ ذلك) ويقول فضيلته بعد ذلك إن الساحر قد قاوم الشيخ ومن كان مع الشيخ مقاومة شديدة وإنه (أي فضيلة الشيخ) شعر ببعض الغمة ثم فوجئ بعد قليل أن ما في يديه هو ملابس الساحر. أما الساحر فقد اتضح أنه قد انفلت من يديه ورآه يركض هارباً عارياً من الملابس (ولم يقل لنا فضيلة الشيخ هل كان من ضمن ملابس الساحر التي وجدها في يده ملابسه الداخلية أم ثوبه فقط، ولكن يفهم من قوله أنه رآه يركض عارياً أي إن ملابسه الداخلية كانت من ضمن ملابسه التي وجدها الشيخ في يديه، لكن فضيلته لم يقل لنا هل كانت ملابس الساحر الداخلية قد تمزقت وكيف تمزقت كلها وكيف جمعها كلها في يديه، وفي حالة عدم تمزقها لم يقل لنا كيف خرجت كلها لتتجمع في يديه بذلك الشكل الذي رواه)، ويحاول فضيلة الشيخ بعد ذلك أن يعلل لنا سبب تغلب الساحر عليه ونجاحه في الإفلات منه، فيقول إنه (أي الشيخ) قد نسي الأذكار، ولذلك يقول فضيلته إنه رجع للأذكار وقرأ آية الكرسي فرأى الساحر الذي كان يركض هارباً عارياً يتدحرج على الأرض ثم ينخرط في ضحك شديد ويقول لفضيلته بهذا تستطيعون التغلب علي أما بدونه فلا تستطيعون. عندما انتهى فضيلته من سرد قصته العجيبة استطرد في كلام آخر يتعلق بوظيفته فقال إن ولاة الأمور قد كلفوه بتعقب السحرة والقبض عليهم، ولم يقل لنا من هم ولاة الأمور الذين كلفوه بذلك، لكن مصطلح ولي الأمر وولاة الأمور معروف الدلالة كما أعتقد، ولذلك فقد كان ما رواه وقاله فضيلة الشيخ لافتاً بالنسبة لي، وقد تساءلت بيني وبين نفسي عن مدى الحاجة لتفريغ فضيلة الشيخ لمثل هذه المهام هو وغيره وحرمان المجتمع من جهودهم الخيرة في مجالات أخرى طالما أن لدينا آية الكرسي، فقوة آية الكرسي في ذاتها وليست في فم قارئها، وبالإمكان توعية الناس بقراءة الأذكار كما فعل الشيخ وبالذات آية الكرسي وسيكون في ذلك وقاية لهم من شر السحر والسحرة بإذن الله دون حاجة لفضيلة الشيخ... أليس كذلك يا ولاة الأمور..؟