مؤسسات النفع العام...مظهر من مظاهر الصحوة الاجتماعية و الحضارية انباؤكم - عبدالله بن عبدالعزيز العزاز مليون و نصف مؤسسة غير ربحية في الولاياتالمتحدةالأمريكية . عدد ضخم هذا إذا ما علمنا تنوع هذه المؤسسات و تخصصها في شتى المجالات المعرفية و الاجتماعية و الحضارية ، هذه المؤسسات تزيد بمعدّل سبعة و ثلاثين ألف مؤسسة سنويًا ، و بل إنه على أراضي فرنسا تقوم ستمئة ألف مؤسسة لا ربحية ، و هناك في فلسطينالمحتلة يُقيم اليهود ثلاثين ألف مؤسسة ، يعمل فيها ما يزيد على عُشر الأيدي العاملة هناك . لقد أدرك هؤلاء ما لهذه المؤسسات الإنسانية أو الاجتماعية أو الخيرية من دور تجاه المجتمع و الصعود السريع في مراقي الحضارة التي يتصارع من أجلها العالم اليوم ، محاولاً فرض الهيمنة ، و جمع القوة بشتى أنواعها ، إن هذه المؤسسات الخيرية الغير ربحية لها ثمراتها الاجتماعية التي من خلالها تغطي الاحتياجات و تقف على الظواهر و تبحث في التغيرات ، و تُسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في حل كثير من المشكلات المعقدة و الورطات التي يقع فيها المجتمع . مجتمعنا في المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص ، و مجتمعاتنا العربية و الإسلامية بشكل عام هي أحوج إلى هذه المؤسسات من غيرها ، و ذلك نظراً لتزايد النمو فيها و تضاعف المشاكل ، مما يجعل المشاكل الاجتماعية ظاهرة تجلب اليأس و تُشعر بالإحباط من حلها ، و على هامش هذه المشاكل تتولد مصائب أخرى لتُصبح الحلولُ أكثر تعقيداً ، فيبقى المجتمع بأسره مذهولاً لا يقوى على إصلاح نفسه و الرقي به ، فضلاً عن قدرته على حمل الرسالة و تصدير الثقافة ، فثقافته مهزوزة بسبب الاهتزاز المرعب على أرضه الاجتماعية . و قبل فترة قريبة بدأت صحوة مباركة تحمل لواء هذه المؤسسات و ترفع شعار الخدمة للمجتمع يقوم على كثير منها متطوعون يحملون الهم الرسالي ، و الواجب الديني الوطني ، فظهرت مؤسسات كثيرة و جمعيات متعددة بحثية و ميدانية و تنفيذية ، كجمعية مكافحة التدخين ، و جمعية إنسان ، و مؤسسات رجال الأعمال التي انتشرت مؤخراً ، حتى بدأت في سد كثير من الاحتياجات و بذل العديد من الخدمات كرعاية وكفالة الأيتام، وتدريب وتأهيل الأسر المحتاجة، وبناء الدور الإيوائية للمسنين، ومراكز التأهيل للمعوقين، وترميم المساكن، ودعم المشروعات التجارية والحرفية والمهنية الصغيرة للأسر، وتوفير فرص العمل للشباب والشابات، ودعم مشروعات الزواج وتأهيلهم لسوق العمل و رعاية أسر السجناء . إن هذا التطور السريع و الإدراك التام ليعزز الدفعة في نفوس المخلصين الغيورين على هذا البلد و على هذه الأمة ، و يجعلنا أكثر سعادة و غبطة بهذه المظاهر الحية التي تحيي الفأل في النفوس ، كما أن علينا توعية أنفسنا و توعية الكوادر الكامنة بضرورة المساهمة في هذه المؤسسات ، فديننا يدعونا إليها أصالةً بل و بالعمل في هذه الجمعيات و المؤسسات ننتظر الأجر من الله تعالى . و الذي دعاني لكتابة هذه السطور هو ما أكدته وزارة الشؤون الاجتماعية في السعودية، أنها قدمت دعما ماديا لقرابة ال614 جمعية ومؤسسة خيرية، ب165 مليونا و679 ألف ريال، خلال العام الجاري. ويأتي ذلك، في الوقت الذي اتجهت فيه الوزارة، لدعم إنشاء الجمعيات الخيرية المتخصصة، خلافا لتلك الجمعيات التي تقدم هبات مباشرة للمستفيدين من خدماتها. وطبقا لعبد العزيز الهدلق، وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية المساعد للتنمية الاجتماعية، فإن الوزارة رخصت خلال الأشهر ال6 الماضية، ل17 مؤسسة خيرية، ليرتفع بذلك عدد المؤسسات القائمة ل82 مؤسسة. ومنذ بداية العام الجاري، بحسب تصريحات الهدلق، التي وزعتها إدارة الإعلام الاجتماعي أمس، فإن عدد الجمعيات الخيرية في السعودية، أخذ بالارتفاع، إلى أن وصل ل532 جميعة خيرية، صدرت الموافقة على تأسيس 51 منها، خلال الأشهر ال6 الماضية. وتقدم المؤسسات والجمعيات الخيرية العاملة على الأراضي السعودية إن هذا التعقيد الحاصل في حياتنا و شؤوننا ، يوجب علينا أن نقوم قيام رجل واحد على هذه المؤسسات و المنظمات و الهيئات ، مؤسسين لها وداعمين و مؤيدين و مفكرين من أجلها ، لندفع بذلك أوقاتنا و أموالنا من أجل إخواننا و من أجل أمتنا و بلادنا و قبل ذلك من أجلنا نحنُ . فالمستفيد الأول هو أنت قبل كل أحد .